
سوريا ترحب برفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة منذ عهد الأسد
رحبت سوريا برفع إدارة ترامب للعقوبات الأمريكية، ووصفتها بأنها خطوة في "الاتجاه الصحيح" لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية للبلاد التي مزقتها الحرب.
وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثيرين بإعلانه عن السياسة الجديدة خلال جولة خليجية في وقت سابق من هذا الشهر، حيث صافح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
وقال ترامب إنه يريد منح الحكام الجدد للبلاد التي مزقتها الحرب "فرصة العظمة" بعد إطاحتهم بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "ترحب الجمهورية العربية السورية بقرار الحكومة الأمريكية رفع العقوبات المفروضة على سورية وشعبها منذ سنوات طويلة".
ووصفت هذه الخطوة بأنها "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للحد من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد".
فُرضت العقوبات الأمريكية على سوريا لأول مرة عام ١٩٧٩ في عهد حافظ الأسد، والد بشار الأسد. وتوسعت بشكل حاد بعد القمع الدموي للاحتجاجات المناهضة للحكومة عام ٢٠١١، والذي أشعل فتيل الحرب الأهلية في البلاد.
فرضت واشنطن عقوبات شاملة على المعاملات المالية مع سوريا وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص مشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة.
منذ الإطاحة بالأسد، تسعى الإدارة الجديدة إلى بناء علاقات مع الغرب وإلغاء العقوبات، لكن بعض الحكومات أعربت عن ترددها، مشيرة إلى الماضي "الإرهابي" لشخصيات بارزة.
وكان الشرع نفسه يعتبر في السابق "إرهابيًا" من قبل واشنطن، حيث رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى رأسه.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الجمعة إن بلاده "تنفذ تفويضات لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سوريا".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن تخفيف العقوبات يمتد إلى الحكومة السورية الجديدة بشرط ألا توفر البلاد ملاذا آمنا للمنظمات الإرهابية وأن تضمن الأمن للأقليات الدينية والعرقية.
في الوقت نفسه، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مهلة لمدة 180 يوماً لتطبيق قانون قيصر، للتأكد من أن العقوبات لا تعيق الاستثمار الأجنبي في سوريا.
وقد فرض التشريع لعام 2020 عقوبات صارمة على أي كيان أو شركة تتعاون مع الحكومة المخلوعة.
"علاقة جديدة"
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الإعفاء من العقوبات من شأنه "تسهيل توفير الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، وتمكين استجابة إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء سوريا".
ويشمل الترخيص الاستثمارات الجديدة في سوريا، وتقديم الخدمات المالية، والمعاملات المتعلقة بالمنتجات النفطية السورية.
ومع ذلك، حذر روبيو من أن ترامب "أوضح توقعاته بأن الإغاثة سوف تتبعها إجراءات سريعة من جانب الحكومة السورية بشأن أولويات سياسية مهمة".
وقال إن "الإجراءات التي اتخذناها اليوم تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الرئيس بشأن علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة".
لقد أدت الحرب الأهلية السورية التي استمرت 14 عامًا إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتدمير معظم البنية التحتية للبلاد.
وقال روبيو إن رفع العقوبات يهدف إلى تعزيز "جهود التعافي وإعادة الإعمار".
وقال وزير المالية السوري محمد برنية إن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد في إعادة الإعمار وتحديث البنية التحتية، و"تفتح الباب أمام عودة الاستثمارات".
وأعلن الاتحاد الأوروبي رفع عقوباته على سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، وعد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني السوريين "بمزيد من النجاحات في الأشهر المقبلة، استكمالاً للقرارات المتتالية برفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا".
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن بعد لقائه الشيباني يوم السبت إن "الدعم القوي من المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية يجب أن يستمر".
ويقول المحللون إن رفع العقوبات بشكل كامل ربما يستغرق بعض الوقت، إذ أن بعض القيود الأميركية هي إجراءات تحتاج إلى إلغائها من قبل الكونجرس، في حين تحتاج السلطات السورية إلى ضمان بيئة جذابة للاستثمار الأجنبي.