قُتل ما لا يقل عن اثنين من أعضاء حزب الله في غارات إسرائيلية يوم الاثنين، فيما أعلن الحزب اللبناني مسؤوليته عن هجمات على شمال إسرائيل.
وتبادلت الجماعة القوية المدعومة من إيران إطلاق النار عبر الحدود بشكل منتظم مع الجيش الإسرائيلي دعما لحليفتها حماس منذ أن أدى توغل الجماعة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع حرب غزة.
لكن التوترات تصاعدت مع تعهد حزب الله وإيران بالرد بعد أن أدت الضربات الإسرائيلية الشهر الماضي إلى مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والعضو البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
وقالت حزب الله إن اثنين من مقاتليها "استشهدا على طريق القدس"، وهي العبارة التي تستخدمها للإشارة إلى أعضائها الذين قتلوا بنيران إسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية قصفت حزب الله في منطقة الحولة و"هياكله العسكرية" في أماكن أخرى بجنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن "طائرات العدو اخترقت جدار الصوت مرتين فوق بيروت وضواحيها… على علو منخفض".
وقالت جماعة حزب الله إنها شنت "هجوما جويا متزامنا" بطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات على موقعين عسكريين إسرائيليين – ثكنة يارا بالقرب من الحدود، وقاعدة بالقرب من مدينة عكا الساحلية، على بعد حوالي 15 كيلومترا (10 أميال) من الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "تم تحديد أهداف جوية مشبوهة متعددة تعبر من لبنان".
وأضاف البيان أن "الدفاعات الجوية تصدت لبعض الأهداف وسقطت أخرى" في منطقة يارا.
"الإفلات من العقاب"
وقال حزب الله إن الهجوم جاء "ردا على" هجوم واغتيال إسرائيلي في منطقة صور بجنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن طائراته "قضت" على أحد أعضاء حزب الله في منطقة صور، ووصفه بأنه "قائد" في قوة الرضوان النخبة في الجماعة.
وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين، قال حزب الله إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين "المتسللين" قرب الحدود وواجههم "بالصواريخ والمدفعية، مما أجبرهم على العودة".
وأعلن حزب الله أيضا مسؤوليته عن هجوم صاروخي ومدفعي على ثكنة إسرائيلية أخرى ردا على "هجمات العدو الإسرائيلي".
وقال عمران رضا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، في بيان، إن "نحو 150 ألف شخص ما زالوا يعيشون في مناطق تتأثر يوميا بالقصف والغارات الجوية" في لبنان.
وأضاف أن "ملايين آخرين يعيشون ذكريات مؤلمة من حرب 2006، ويشعرون بالصدمة بسبب القلق إزاء خطر المزيد من التصعيد"، في إشارة إلى الصراع الكبير الأخير بين إسرائيل وحزب الله.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن أعمال العنف منذ أكتوبر/تشرين الأول أدت إلى نزوح أكثر من 110 آلاف شخص في جنوب لبنان.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن نحو 100 ألف شخص نزحوا في شمال البلاد.
وأضاف رضا أن "21 مسعفاً كانوا يؤدون واجبهم لإنقاذ الآخرين قتلوا"، وقال إن "الإفلات من العقاب الذي ارتكبت به مثل هذه الأعمال يكشف عن تجاهل مقلق للقانون الإنساني الدولي".
وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود عن مقتل نحو 584 شخصا في لبنان، معظمهم من أعضاء حزب الله، لكن بينهم 128 مدنيا على الأقل، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل، قُتل 22 جندياً و26 مدنياً، بحسب أرقام الجيش.