![المجتمع الدولي مذهول وقلق من اغتيال هنية](https://jadeedalyom.com/wp-content/uploads/2024/07/d8a7d984d985d8acd8aad985d8b9-d8a7d984d8afd988d984d98a-d985d8b0d987d988d984-d988d982d984d982-d985d986-d8a7d8bad8aad98ad8a7d984-d987d986-1024x680.jpg)
المجتمع الدولي مذهول وقلق من اغتيال هنية
أصيب المجتمع الدولي بالذهول من اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة جوية إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء.
ويأتي القتل في وقت حرج في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة ودفع العديد من الدول إلى التحذير من أنها قد تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وتوعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "بعقوبات قاسية" لإسرائيل بسبب مقتل هنية في العاصمة طهران.
وقال خامنئي: "بهذا العمل، مهد النظام الصهيوني المجرم والإرهابي الطريق لعقوبة قاسية لنفسه، ونعتبر من واجبنا الثأر لدمائه حيث استشهد على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية". جاء ذلك في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية إرنا.
وقال الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بيزشكيان إن إيران "ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وكبريائها وكرامتها، وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة".
وسارعت كل من قطر وتركيا إلى إدانة عملية القتل وحذرتا من "الفوضى".
وكان هنية يقيم في قطر، التي لعبت دور الوسيط في صراع غزة، لكنه قضى بعض الوقت في تركيا بعد أن ذهب إلى المنفى. ووصفت وزارة الخارجية القطرية عملية القتل بأنها "جريمة بشعة" و"اغتيال مشين".
وقالت الوزارة: "إن هذا الاغتيال والسلوك الإسرائيلي المتهور المتمثل في استهداف المدنيين بشكل مستمر في غزة سيؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى الفوضى وتقويض فرص السلام".
أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما أسماه "الاغتيال الغادر" لـ"أخيه" هنية.
وأضاف أردوغان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن هذا العمل المشين يهدف إلى تخريب القضية الفلسطينية والمقاومة الغزية المجيدة والكفاح العادل لإخوتنا الفلسطينيين، وترهيب الفلسطينيين".
وقالت مصر في ردها إن التصعيد الإسرائيلي يشير إلى عدم وجود إرادة سياسية لخفض التصعيد.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية إن هذا التصعيد، إلى جانب عدم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الوضع.
وأضاف البيان أن "تزامن هذا التصعيد الإقليمي مع عدم إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة يزيد من تعقيد الوضع ويشير إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية لتهدئته".
وأضاف أن هذا "يقوض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركاؤها لوقف الحرب في قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني".
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب غزة "أمر حتمي دائم" بعد مقتل هنية.
وشددت ألمانيا على الدعوات الدولية لضبط النفس لتجنب "صراع إقليمي"، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن "منطق الأعمال الانتقامية المتبادلة هو المسار الخاطئ".
روسيا والصين تدينان
وتوجه هنية إلى موسكو في سبتمبر 2022 لإجراء محادثات بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بينما عقدت حماس وحركة فتح الفلسطينية المنافسة محادثات في بكين الأسبوع الماضي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف لوكالة أنباء ريا نوفوستي الحكومية: "إنه اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق، وسيؤدي إلى مزيد من تصعيد التوترات".
وتوقع كونستانتين كوساتشيف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، "تصعيدا مفاجئا للكراهية المتبادلة" في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: "نحن نشعر بقلق بالغ إزاء الحادث ونعارض وندين بشدة عملية الاغتيال".
صدمة كبرى
ترددت أصداء القتل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية المصرية إن "التصعيد الخطير" الذي قامت به إسرائيل في الأيام الأخيرة "يهدد بإشعال مواجهة في المنطقة قد تؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة". كما وصفت وزارة الخارجية العراقية مقتل هنية بأنه "تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة". كما أدانت عمان هذا الإجراء.
وفي هذه الأثناء، احتشد حلفاء حماس في المنطقة حول جماعة المقاومة الفلسطينية.
"استشهاد القائد هنية.. سيزيد من إصرار وعناد المقاومين المجاهدين في كل جبهات المقاومة.. وسيقوي عزيمتهم في مواجهة العدو الصهيوني" جماعة حزب الله اللبنانية التي تعيش مواجهة متزايدة مع إسرائيل، حسبما جاء في بيان.
ووصفت المجموعة هنية بأنه "أحد قادة المقاومة الكبار في عصرنا الذين وقفوا بشجاعة في وجه مشروع الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني".
وقال محمد علي الحوثي، عضو المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين في اليمن، إن "استهدافه جريمة إرهابية بشعة وانتهاك صارخ للقوانين والقيم المثالية". ووصف حكام حركة طالبان الأفغانية وفاة هنية بأنها "خسارة كبيرة".
من ناحية أخرى، قالت باكستان إن مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس كان "عملا متهورا"، واصفة اغتياله بأنه "إرهاب".
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان "تنظر باكستان بقلق بالغ إلى المغامرات الإسرائيلية المتزايدة في المنطقة. وتشكل أعمالها الأخيرة تصعيدا خطيرا في منطقة مضطربة بالفعل وتقوض جهود السلام".
كما أدانت ماليزيا بشكل لا لبس فيه "جميع أعمال العنف، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة"، وحثت جميع الدول المحبة للسلام على الانضمام إلى إدانة مثل هذه الأعمال.
وجاء في بيان حكومي أن "الحادث يؤكد الحاجة الملحة لوقف التصعيد ويعزز ضرورة مشاركة جميع الأطراف في حوار بناء والسعي إلى حلول سلمية".