
الحوثيون يتعهدون باستهداف السفن الإسرائيلية فقط وسط اتفاق وقف إطلاق النار الأمريكي
أكدت جماعة الحوثيين في اليمن أنها ستواصل استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، رغم وقف إطلاق النار الأخير الذي أوقف أسابيع من الضربات العسكرية الأميركية المكثفة على المتمردين الحوثيين في اليمن، بحسب ما قال مسؤول كبير لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وأوضح عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، عبدالملك العيجري، أن وقف إطلاق النار يحمي كافة الملاحة الدولية، إلا أن السفن الإسرائيلية مستثناة من الاتفاق.
صرح لوكالة فرانس برس قائلاً: "الممرات المائية آمنة لجميع السفن الدولية باستثناء السفن الإسرائيلية. إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاق، بل يشمل فقط السفن الأمريكية والأجنبية الأخرى".
وصعد الحوثيون، الذين سيطروا على جزء كبير من اليمن لأكثر من عقد من الزمان، هجماتهم على الشحن المرتبط بإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتوسعت حملتهم لاحقًا لاستهداف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا في أعقاب الضربات العسكرية التي وجهتها هاتان الدولتان في يناير/كانون الثاني 2024.
وأكد اليجري أن الحوثيين سيركزون الآن فقط على مهاجمة السفن الإسرائيلية، وهو تحول عن استراتيجيتهم السابقة، التي كانت تشمل السفن التي لها علاقات غير مباشرة مع إسرائيل.
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بوقف إطلاق النار وأشاد بـ"المقاومة الأسطورية" لليمن ضد العدوان الأمريكي.
وأشادت المملكة العربية السعودية بالاتفاق، وأعرب بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن دعمها للاتفاق.
وجاء وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين بعد أن دمرت غارات جوية إسرائيلية، الثلاثاء، مطار صنعاء ردا على هجوم صاروخي حوثي على مطار بن جوريون في إسرائيل.
وقال مدير مطار صنعاء خالد الشايف لقناة المسيرة التلفزيونية إن الضربات الإسرائيلية تسببت في أضرار تقدر بـ500 مليون دولار بما في ذلك تدمير مباني المطار.
ساهمت سلطنة عمان في تسهيل اتفاق وقف إطلاق النار، مما ضمن عدم استهداف أي من الولايات المتحدة أو الحوثيين لأي طرف آخر، والحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة.
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يزور دول الخليج الأسبوع المقبل، بالاتفاق ووصفه بأنه انتصار. وقال: "لقد استسلم الحوثيون. يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو… الهدف مما كنا نفعله".
جاء وقف إطلاق النار عقب شهر من العمليات العسكرية الأمريكية المتصاعدة ضد الحوثيين، بما في ذلك غارات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص، وفقًا لمصادر حوثية. وأفاد البنتاغون بقصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس/آذار في إطار عملية "الفارس الخشن".
وأشار اليجري إلى أن المحادثات الأمريكية الإيرانية الأخيرة في مسقط سمحت بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وصنعاء، ما مهد الطريق لوقف إطلاق النار.
وأكد موقف الثوار قائلاً: "أميركا هي التي بدأت العدوان علينا، وفي بدايته لم نستأنف عملياتنا على إسرائيل".
أدت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار إلى خفض شحنات البضائع عبر البحر الأحمر بشكل حاد، وهو طريق تجاري حيوي مسؤول عن حوالي 12٪ من التجارة البحرية العالمية.
ويدافع الحوثيون عن أفعالهم باعتبارها تضامنا مع الفلسطينيين، مشيرين إلى هجماتهم المستمرة على غزة كجزء من حملتهم الأوسع.