تستمر الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة وخارجها في التصعيد، حيث وردت أنباء عن غارات جوية مكثفة وهجمات مدفعية يوم الأحد. واستهدفت الضربات مواقع متعددة، بما في ذلك شمال غزة والعاصمة اللبنانية بيروت، مخلفة وراءها دمارًا هائلاً.
وأدى القصف المتواصل إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالأحياء السكنية المكتظة بالسكان.
وتأتي هذه الهجمات في ظل اتهامات متزايدة بأن تل أبيب تسعى إلى تحقيق أجندة أوسع نطاقا لتوسيع الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، مما قد يؤدي إلى إغراق الشرق الأوسط بأكمله في حرب إقليمية أوسع.
مع تصاعد التوترات على جبهات متعددة، تتزايد المخاوف من أن يتحول الصراع إلى أزمة إقليمية كاملة النطاق، مع عواقب مدمرة على المشهد الشرق أوسطي المتقلب بالفعل.
وأثارت العمليات الإسرائيلية، التي لا تظهر أي علامة على التراجع، انتقادات حادة من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، التي حذرت من الخسائر الإنسانية الكارثية التي قد تلحق بالمدنيين العالقين وسط إطلاق النار.
وفي ظل تصاعد حالة القلق، تزايدت الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة تبدو غير مجدية على نحو متزايد مع ظهور شبح المزيد من التصعيد في المنطقة.
قُتل 72 فلسطينياً على الأقل، الأحد، في غارات جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بحسب السلطات المحلية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت، صباح اليوم، عدداً من المباني السكنية والمنازل في البلدة.
وأضافت في بيان لها أن "جيش الاحتلال كان على علم بوجود عشرات المدنيين النازحين داخل تلك البنايات، وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء المهجرين من أحيائهم".
وقال مصدر طبي في وقت سابق لوكالة الأناضول، إن طائرات الاحتلال قصفت مبنى مكون من خمسة طوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا، الأحد، ما أدى إلى مقتل نحو 50 مواطناً واحتجاز عدد آخر تحت الأنقاض.
وقال شهود عيان إن أكثر من 70 مدنيا نازحاً لجأوا إلى داخل المبنى المستهدف.
وقال مصدر طبي آخر إن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا آخر في المنطقة، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا وإصابة آخرين.
وأضاف المصدر أن فلسطينيين اثنين آخرين استشهدا عندما قصفت طائرات الاحتلال منزلا في بيت لاهيا.
منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل عملية برية واسعة النطاق في شمال غزة لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها بالقوة. ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، إلى المنطقة، مما ترك معظم السكان هناك على شفا المجاعة الوشيكة. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 2000 شخص، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وكان هذا الهجوم هو أحدث حلقة في الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار.
منزل نتنياهو
في هذه الأثناء، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، ثلاثة أشخاص بتهمة إطلاق قنابل صوتية على منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شمال إسرائيل.
سقطت قنبلتان ضوئيتان، السبت، في حديقة منزل نتنياهو في قيسارية.
ولم يتواجد نتنياهو أو أفراد عائلته داخل المنزل، ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار.
وقالت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" إن ثلاثة أشخاص اعتقلوا على خلفية الحادث، دون تقديم أي تفاصيل حول هوياتهم.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن أحد المشتبه بهم المعتقلين هو ضابط احتياطي كبير برتبة عميد، وكان نشطًا في الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو على مدى العامين الماضيين.
وتأتي حادثة السبت بعد شهر تقريبا من غارة لطائرة بدون طيار شنتها حزب الله على نفس المنزل في 19 أكتوبر/تشرين الأول. ولم يكن نتنياهو وعائلته في المنزل في ذلك الوقت أيضا.
هجمات لبنان
نفذت طائرات حربية إسرائيلية، الأحد، 27 غارة جوية على الأقل استهدفت مواقع مدنية ودينية في لبنان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن غارة إسرائيلية استهدفت محيط كنيسة سيدة النجاة بالقرب من مستشفى القديس جاورجيوس في منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واستهدفت غارة إسرائيلية أخرى مبنى سكنيا مكونا من 12 طابقا بالقرب من كنيسة مار مخايل في منطقة الشياح جنوب بيروت.
كما نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا، لكن الغارات الجوية ألحقت أضرارا واسعة النطاق بالمباني القريبة.
وتأتي هذه الهجمات بعد وقت قصير من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء فورية للسكان في المناطق المستهدفة.
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان من أن إسرائيل ستتحرك ضد أصول ومصالح حزب الله في المناطق المستهدفة.
وفي جنوب لبنان، نفذت مقاتلات إسرائيلية 16 غارة جوية على عدة بلدات حدودية، بما في ذلك جبشيت، وعبا، ودير الزهراني، وبنت جبيل في قضاء النبطية، ما أدى إلى تدمير عدة منازل، بحسب وسائل إعلام رسمية.
استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية، منزلاً بالقرب من كنيسة القديس جورجيوس في بلدة الجديدة، ما أدى إلى اندلاع حريق في المبنى، وإلحاق أضرار بالكنيسة والمنشآت المجاورة.
كما استهدفت غارات جوية إسرائيلية منزلين في بلدتي طورة ومعركة جنوب لبنان.
تشن إسرائيل حملة جوية في لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول ضد ما تدعي أنها أهداف لجماعة حزب الله، في تصعيد للحرب عبر الحدود التي اندلعت على مدى عام بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، قُتل نحو 43800 شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 103600 آخرين، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية. وتواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب حربها المميتة على غزة.