إسرائيل تقتل توأمين حديثي الولادة في غزة أثناء حصول الأب على شهادات الميلاد
تجاوزت الفظائع الإسرائيلية في غزة خطًا أحمر آخر يوم الثلاثاء عندما قُتل توأمان حديثي الولادة في غارة جوية بينما ذهب والدهما لاستلام شهادات ميلادهما.
وُلِد الطفلان يوم السبت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لكن غارة إسرائيلية على شقتهما أنهت حياتهما، مما حطم فرحة العائلة.
وقال والد الطفلين محمد أبو القمصان لوكالة الأناضول التركية والدموع تنهمر على خديه: "حصلت للتو على شهادات الميلاد لطفلي حديثي الولادة أيسل وآسر".
"ولدوا في العاشر من أغسطس/آب. كنت خارج المنزل، أنهي الإجراءات الورقية، ثم تلقيت المكالمة… لم أتوقع أن أجدهم جميعًا قد رحلوا".
رحب محمد وزوجته جمانة عرفة، النازحان من شمال غزة، بتوأمهما بعد عملية ولادة قيصرية صعبة. امتلأت قلوبهما بالفرح، وتطلع الزوجان إلى المستقبل مع طفليهما الصغيرين.
وبينما كان يهرع خارجا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لجمع شهادات ميلاد أطفاله، تلقى مكالمة هاتفية مدمرة تبلغه بأن قصفا إسرائيليا استهدف الشقة التي كانت تقيم فيها عائلته.
وبينما كان قلبه ينبض بسرعة والخوف يسيطر عليه، سارع محمد إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث وجد أسوأ مخاوفه مؤكدة.
وانهار الأب من الحزن عند رؤية عائلته مجتمعة خارج المشرحة، وأدرك أن زوجته وطفليه التوأم حديثي الولادة كانوا من بين الضحايا.
"لقد كانت آيسل وآسر بداية ونهاية فرحتي، كانت سعادتي ناقصة والآن انتهت"، هذا ما قاله والد الفقيد.
مآسي لا تعد ولا تحصى
وفي الجهة المقابلة من الغرفة، حزن شقيق جمانة على والدته ريم جمال البطراوي (50 عاماً)، التي قتلت أيضاً في الهجوم.
وبينما كان يحمل جثمان والدته وينظر إلى شقيقته وأطفالها، سأل والدموع تنهمر من عينيه: "ما هي جريمتهم؟ لماذا استهدفهم الجيش الإسرائيلي؟".
ويأتي الهجوم في إطار الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إن مقتل التوأم حديثي الولادة كان واحدا من عدد لا يحصى من المآسي التي وقعت في خضم الحرب الإسرائيلية، ولم تترك لعائلات مثل عائلة محمد سوى ذكريات أحبائها.
في تجاهل واضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، واجهت إسرائيل إدانة دولية وسط حربها الإبادة الجماعية على غزة منذ توغل حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب الإسرائيلية، أصبحت مساحات واسعة من غزة في حالة خراب وسط حصار خانق يمنع وصول الغذاء والمياه النظيفة والأدوية.
وتتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، التي أمرتها باتخاذ كل التدابير في حدود سلطتها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة.
