أمرت القوات الإسرائيلية التي تنفذ هجوما مطولاً في شمال قطاع غزة، الأحد، سكان بيت حانون المتبقين بإخلاء منازلهم، بحسب روايات محلية.
وتسببت التعليمات الموجهة للسكان بالمغادرة في موجة جديدة من النزوح، رغم أنه لم يتضح على الفور عدد الأشخاص المتضررين، حسبما قال السكان.
وتقول إسرائيل إن حملتها المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا في شمال غزة تهدف إلى إعادة تجميع أعضاء حماس. وتزعم القوات العسكرية أن تعليماتها للمدنيين بإخلاء المنطقة تهدف إلى إبعادهم عن الأذى.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وإن عمليات الإخلاء تؤدي إلى تفاقم الظروف الإنسانية للسكان.
تم تطهير أجزاء كبيرة من المنطقة المحيطة ببلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا الشمالية من السكان وتدميرها، مما أثار التكهنات بأن إسرائيل تنوي إخلاء المنطقة من سكانها بشكل دائم.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، عن توغل جديد في منطقة بيت حانون.
وقالت هيئة الطوارئ المدنية الفلسطينية إنها فقدت الاتصال مع الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين في البلدة، ولم تتمكن من إرسال فرق إلى المنطقة بسبب الغارة.
هجوم آخر على المستشفى
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن الغارات العسكرية الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل 16 شخصا على الأقل يوم الأحد. وقالت هيئة الطوارئ المدنية الفلسطينية في بيان إن إحدى تلك الغارات قتلت سبعة أشخاص وأصابت آخرين في مستشفى الوفاء في مدينة غزة.
قالت إدارة الدفاع المدني في قطاع غزة، إن سبعة شهداء وعدد من الجرحى بينهم حالات حرجة تم انتشالهم، جراء قصف إسرائيلي على الطابق العلوي بمستشفى الوفاء وسط مدينة غزة.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حماس، زعم أنهم كانوا يعملون من المجمع، قائلا إن المكان لم يعد يستخدم كمستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفى لا يزال قيد الاستخدام.
وقال مدير عام الوزارة منير البرش لوكالة فرانس برس إن "مستشفى الوفاء يعمل جزئيا ويقدم الرعاية للمرضى من ذوي الإعاقات الجسدية".
وقال "لقد تم تأهيل المستشفى وكان يستعد لاستقبال المرضى ولولا استهدافه بالقصف الإسرائيلي اليوم لكان جاهزا لإعادة افتتاحه بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة".
وجاءت الغارة على مستشفى الوفاء بعد يوم من إنهاء الجيش غارة على مستشفى كمال عدوان في شمال غزة. كما اعتقل الجيش مدير المستشفى حسام أبو صفية، قائلاً إنه يشتبه في كونه عضوًا في حماس.
وقالت منظمة الصحة العالمية في منشور على موقع X إن الغارة على المستشفى، أحد المرافق الطبية الثلاثة على الحافة الشمالية لقطاع غزة، وضعت آخر مرفق صحي كبير في المنطقة خارج الخدمة.
وقالت وزارة الصحة إنه تم إجلاء بعض المرضى من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي الذي لا يعمل، ومنع الأطباء من الالتحاق بهم هناك. كما تم نقل مرضى وموظفين آخرين إلى مرافق طبية أخرى.
قال مسؤولون صحيون، الأحد، إن قذيفة دبابة إسرائيلية سقطت على الطابق العلوي من مستشفى الأهلي المعمداني العربي في مدينة غزة بالقرب من قسم الأشعة.
لقد أسفرت الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة عن مقتل أكثر من 45500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لمسؤولي الصحة. كما تم تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحول جزء كبير من غزة إلى أنقاض.
اندلعت الحرب بسبب غزو حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي تسبب في مقتل 1200 شخص وأسر 251 آخرين، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.