
مقابر غزة تمتلئ بالجثث بعد ارتفاع حصيلة القتلى بسبب الحرب
تجاوز عدد القتلى نتيجة الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 40 ألف شخص، مما أدى إلى امتلاء المقابر بالضحايا وترك الأسر بلا مكان لدفن أحبائهم.
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في أماكن الدفن المتاحة، وخاصة في المناطق الوسطى من القطاع المحاصر.
وقال سعد حسن بركات، أحد العاملين في مقابر مدينة غزة، لوكالة الأناضول، إنه رغم خبرته الواسعة في العمل بالمقابر، إلا أنه لم يواجه أزمة بهذا الحجم من قبل.
وقال بركات إنه قبل الحرب كان يقوم بدفن عدد قليل من الجثث كل يوم. ومنذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قام في بعض الأحيان بدفن 70 أو 80 أو 100 أو حتى 300 جثة في يوم واحد.
ووصف كيف يتم الآن دفن الجثث في طبقات بالمقبرة.
"الصعوبة تكمن في عدم وجود مساحة كافية لحفر القبور، لذا قمت برص القبور فوق بعضها البعض"، كما قال. "هذا المكان لا يحتوي على طبقة واحدة أو طبقتين فقط، بل ثلاث طبقات من القبور".
وقال بركات، الذي كان يشرف في السابق على تسع مقابر في المنطقة، إنه لا يستطيع الآن الوصول إلا إلى مقبرتين بسبب القصف المستمر.
وقال إن "القصف مستمر ليلاً ونهاراً".
وأضاف أن الجثث يتم دفنها في مقابر جماعية دون مقابل، أما من يطلب قبوراً فردية فعليه دفع نحو 300 شيكل (80 دولاراً).
وقال محمد عبد الله، وهو نازح فلسطيني من مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، إن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة جعلت دفن الموتى أمرا صعبا بشكل متزايد.
وقال عبد الله "إن أعداد الشهداء تتزايد بشكل مرعب ومرعب، ففي أصغر مجزرة نفقد 10 أو 20 شخصاً، وفي المنطقة الوسطى من غزة لا يوجد سوى ثلاث مقابر، وكلها ممتلئة عن آخرها".
وروى عبدالله أنه جرت مؤخرا محاولة لدفن ثماني جثث، تم خلالها العثور على جثث أخرى كانت مدفونة في السابق.
وأشار إلى أن المقابر لا تمتلئ بالأموات فقط بل بالأحياء أيضا، حيث يبحث النازحون عن ملجأ في أي مساحة متاحة.
وأضاف "لا توجد مساحة لفتح قبور جديدة لأن العديد من النازحين لجأوا إلى المقابر"، مسلطا الضوء على يأس الوضع. "الأولوية للأموات الأحياء".
ووصف عدد الجثث التي وصلت للدفن بأنه "مروع"، في ظل استمرار الهجمات دون هوادة.
وأضاف أنه "لا يوجد مكان فارغ في المقبرة، وهناك نازحون أيضاً في الأماكن الخالية".
واصلت إسرائيل هجومها الوحشي على قطاع غزة في أعقاب هجوم شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقد أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 40,170 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 92,740 آخرين، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.
أدى الحصار المستمر على غزة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المنطقة.
وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، التي أمرت بوقف العمليات العسكرية في مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني قبل غزو المنطقة في السادس من مايو/أيار.