قتل 19 شخصا على الأقل، بينهم عدد من الأطفال، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين من الحرب في جباليا شمال قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسعفون محليون اليوم الخميس.
وقال المسؤول الفلسطيني مدحت عباس إن العشرات أصيبوا أيضا في الغارة، مضيفا: "لا يوجد ماء لإطفاء الحريق. لا يوجد شيء".
وأصابت الغارة مدرسة أبو حسين في جباليا، وهو مخيم للاجئين في شمال قطاع غزة حيث تشن إسرائيل عملية جوية وبرية واسعة النطاق منذ أكثر من أسبوع.
وأكد فارس أبو حمزة، رئيس وحدة الطوارئ بوزارة الصحة في شمال غزة، حصيلة القتلى، وقال إن العشرات أصيبوا. وأضاف أن مستشفى كمال عدوان القريب يكافح لعلاج المصابين.
وأضاف أن "العديد من النساء والأطفال في حالة حرجة".
وزعم الجيش الإسرائيلي، متمسكًا بخطابه المعتاد، أن الضربة استهدفت العشرات من أعضاء حماس والجهاد الإسلامي الذين تجمعوا في المدرسة، دون تقديم أي دليل.
وفي وقت سابق من اليوم، قتلت غارات جوية إسرائيلية 11 فلسطينيا آخرين في مدينة غزة، بحسب مصادر طبية.
خنق الشمال
وأرسلت القوات الإسرائيلية الخميس أيضا دبابات إلى جباليا، حيث أعرب الفلسطينيون ومسؤولو الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء نقص الغذاء والدواء.
وقال سكان جباليا إن قوات الاحتلال فجرت مجموعات من المنازل من الجو وبواسطة قذائف الدبابات ووضع القنابل في المباني قبل تفجيرها عن بعد.
وقالت هيئة الطوارئ المدنية في غزة إنها قامت بإجلاء عدد من الجرحى من مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين اشتعلت فيها النيران بعد أن أصابتها قذائف دبابات إسرائيلية.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية عزلت بشكل فعال بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت الحركة باستثناء تلك العائلات التي حصلت على إذن بالامتثال لأوامر الإخلاء ومغادرة البلدات الثلاث.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للدردشة "كتبنا مذكرات وفاتنا ولن نغادر جباليا".
وقال والد أربعة أطفال، رافضاً الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام الإسرائيلي، "الاحتلال (إسرائيل) يعاقبنا لأننا لم نخرج من منازلنا في الأيام الأولى من الحرب، ونحن لن نخرج الآن أيضاً. إنهم يفجرون المنازل والطرق، ويجوعوننا، لكننا نموت مرة واحدة ولا نفقد كرامتنا".
قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه قتل أكثر من 50 من أعضاء المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية في غارات جوية ومعارك متلاحمة في محاولة قواته القضاء على حماس.
وتعرض شمال غزة، الذي كان موطنا لأكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، للقصف الإسرائيلي حتى تحول إلى أنقاض في المرحلة الأولى من الهجوم على القطاع قبل عام، بعد أن تسبب غزو حماس للبلدات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في مقتل 1200 شخص وأسر 250 رهينة.
بعد مرور عام على الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي قتلت أكثر من 42.200 فلسطيني، عاد مئات الآلاف من السكان إلى المناطق الشمالية المدمرة.
وأعادت إسرائيل قواتها في وقت سابق من هذا الشهر زاعمة أن عناصر المقاومة يعيدون تنظيم صفوفهم. وتنفي حماس أن تكون تنشط بين المدنيين.
أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بأنها يجب أن تتخذ خطوات لتحسين الوضع الإنساني في شمال غزة خلال 30 يوماً وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية.
قال ثلاثة مسؤولين حضروا الاجتماع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا طارئا يوم الأربعاء لبحث توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع احتمال زيادة المساعدات قريبا.