قتلت غارات جوية إسرائيلية 10 من كبار قادة حزب الله، بينهم رئيس وحدة الرضوان النخبوية إبراهيم عقيل، في العاصمة اللبنانية بيروت، الجمعة.
وقال الجيش في بيان "بعد معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضربة مستهدفة في منطقة بيروت، مما أدى إلى مقتل إبراهيم عقل، قائد وحدة الرضوان" إلى جانب "شخصيات بارزة أخرى في شبكة العمليات وسلسلة القيادة" في الرضوان.
وقال أحد المصادر الأمنية في لبنان إنه قُتل مع أفراد من وحدة الرضوان أثناء عقد اجتماع لهم.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 59 آخرين، في حصيلة أولية.
ووجهت الضربة ضربة أخرى لحزب الله بعد أن تعرضت المجموعة لهجمات إسرائيلية غير مسبوقة في وقت سابق من هذا الأسبوع حيث انفجرت أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤها، مما أسفر عن مقتل 37 شخصا وإصابة الآلاف.
وقالت الدفاع المدني إن فرق الإنقاذ التابعة لها تبحث عن أشخاص تحت أنقاض مبنيين ضربهما هجوم الجمعة.
وهذه هي المرة الثانية في أقل من شهرين التي تستهدف فيها إسرائيل قائداً عسكرياً بارزاً لحزب الله في بيروت. ففي يوليو/تموز، قتلت غارة جوية إسرائيلية فؤاد شكر، القائد العسكري الأعلى للجماعة.
وكانت الولايات المتحدة رصدت مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على عقيل بسبب صلته بالتفجير القاتل الذي استهدف قوات مشاة البحرية الأميركية في لبنان عام 1983، بحسب موقع وزارة الخارجية الأميركية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في شمال إسرائيل عقب الغارة على بيروت. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق صواريخ كثيفة وقع في شمال إسرائيل.
وقالت حزب الله إنها أطلقت صواريخ كاتيوشا على ما وصفته بمقر الاستخبارات الرئيسي في شمال إسرائيل "المسؤول عن الاغتيالات".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي إنه لا علم له بأي إخطار إسرائيلي للولايات المتحدة قبل الضربة التي وقعت في بيروت، مضيفا أن الأميركيين حثوا بشدة على عدم السفر إلى لبنان، أو المغادرة إذا كانوا هناك بالفعل.
وقال كيربي "إن الحرب ليست حتمية هناك عند الخط الأزرق، وسوف نستمر في بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها"، في إشارة إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقال شهود عيان من رويترز إنهم سمعوا صوت طائرات حربية فوق بيروت وقت الهجوم تقريبا، كما شوهدت سحابة من الدخان تتصاعد من منطقة الضربة.
وأظهرت اللقطات مبنى متضررا بشدة وشارعا مليئا بالركام والسيارات المحترقة.
وفي ليل الخميس، نفذ الجيش الإسرائيلي أعنف غارات جوية في جنوب لبنان منذ اندلاع الصراع قبل عام تقريبا.
إن الصراع بين إسرائيل وحزب الله هو الأسوأ منذ اندلاع الحرب بينهما في عام 2006. وقد اضطر عشرات الآلاف إلى مغادرة منازلهم على جانبي الحدود.
ورغم أن الصراع اقتصر إلى حد كبير على مناطق عند الحدود أو بالقرب منها، فإن التصعيد هذا الأسبوع أثار المخاوف من إمكانية اتساعه وتكثيفه بشكل أكبر.
قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس أركان الجيش الجنرال هرتسي هاليفي التقى صباح الجمعة مع قائد المنطقة الشمالية وقادة فرق أخرى.
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجأ زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل يوما واحدا بسبب الأوضاع الراهنة، وسيصل الأربعاء.
وقالت السفارة الإيرانية في لبنان إنها "تدين بأشد العبارات الجنون الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط باستهداف المباني السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت".