الأمم المتحدة وفرنسا تدينان الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة
أدانت الأمم المتحدة وفرنسا اعتداءات إسرائيل على المستشفيات في قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير النظام الصحي في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "فرنسا تدين العمليات العسكرية التي تستهدف عددا من المستشفيات في غزة، ولا سيما مستشفى كمال عدوان الذي أصبح خارج الخدمة".
ودعت الوزارة إسرائيل إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وقالت: "نعرب عن قلقنا إزاء وضع مديرها، وكذلك المرضى والطاقم الطبي".
وذكرت فرنسا أن "فرنسا تذكّر إسرائيل بالتزاماتها بالامتثال للقانون الإنساني الدولي، الذي ينص صراحة على حماية البنية التحتية للمستشفيات".
وفي إشارة إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حثت فرنسا جميع الأطراف على العمل من أجل التوصل إلى هدنة فورية.
وأضاف البيان "في مواجهة حالة الطوارئ الإنسانية المطلقة في غزة، حيث أصبح الوضع بالنسبة للمدنيين غير مقبول منذ فترة طويلة، تدعو فرنسا الأطراف إلى التفاوض دون تأخير على وقف فوري ودائم لإطلاق النار".
وأكدت فرنسا أن وقف إطلاق النار فقط هو الذي "سيسمح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر جميع نقاط الوصول إلى غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وحماية جميع المدنيين".
كما نددت الأمم المتحدة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المستشفيات في غزة.
وقالت فلورنسيا سوتو نينو، المتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي: "لقد كنا واضحين للغاية في حقيقة أننا ندين أي عمل يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية والمستشفيات. لقد دعونا مرارًا وتكرارًا إلى احترامها لأن هذه منطقة آمنة يذهب إليها الناس لطلب المساعدة الطبية".
وحول اعتقال إسرائيل لمدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية في غزة، قالت نينو: "لا يجوز اعتقال أي شخص مدني بريء يحاول مساعدة الآخرين".
وقالت "أعتقد أننا نتحدث عن هذا منذ فترة طويلة، لا يوجد مكان آمن في غزة"، مضيفة أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع أي شخص يدعم عملها لضمان سلامة المدنيين بما في ذلك المدير.
ونقلت نينو عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قوله إنه "تم إخلاء 10 مرضى من مستشفى (كمال عدوان)، اعتقل أربعة منهم من قبل قوات الاحتلال على الحاجز عند مغادرة المنطقة".
وأضافت أن "سبعة مرضى، إلى جانب 15 من مقدمي الرعاية والعاملين الصحيين، ما زالوا في المنشأة التي تضررت بشدة ولم تعد قادرة الآن على تقديم الرعاية الطبية. وذكر الفريق أيضًا أن المستشفى ليس به مياه أو كهرباء أو صرف صحي".
وأكدت أن القيود الإسرائيلية على المساعدات مستمرة، وقالت إن مثل هذه العوائق "تستمر في شل العملية الإنسانية في الأوقات التي تحتاج فيها الأسر بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى والملابس، خاصة وأن الشتاء يضربهم بشدة".
وأضافت أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حذر اليوم من أن أبسط وسائل بقاء الناس على قيد الحياة يجري تفكيكها. ويشمل ذلك الهجوم على الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ والوصول إلى المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المتواصلة التي تقتل وتشوه المدنيين كل ساعة".
كما دعت منظمة الصحة العالمية إسرائيل إلى وقف استهداف المستشفيات في غزة.
الخارجية الأميركية: الولايات المتحدة تجمع معلومات عن اعتقال مدير مستشفى غزة
قالت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الولايات المتحدة "على علم بالتقارير وما زالت تجمع المعلومات" بشأن اعتقال إسرائيل للدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في غزة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أبو صفية شمال قطاع غزة وموظفين آخرين، السبت، بعد يوم واحد من إشعال قوات الاحتلال النار في منشأة الرعاية الصحية الرئيسية الوحيدة في المنطقة. وذكرت شبكة "سي إن إن" نقلاً عن سجناء فلسطينيين تم إطلاق سراحهم مؤخراً، أن أبو صفية محتجز في مركز اعتقال سدي تيمان في صحراء النقب الإسرائيلية بالقرب من حدود غزة، والذي اكتسب سمعة سيئة بسبب إساءة معاملته للمعتقلين بشكل مفرط.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأناضول، ردا على سؤال بشأن اعتقال أبو صفية: "نحن على علم بالتقارير وما زلنا نجمع المعلومات".
وقال المتحدث باسم الوزارة: "كما قلنا من قبل، فإننا لا نريد أن نرى معارك نارية في المستشفيات حيث يتعرض الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية لإطلاق النار، وقد أجرينا مشاورات نشطة مع قوات الدفاع الإسرائيلية بشأن هذا الأمر".
وجدد المتحدث دعوة الولايات المتحدة لجميع أطراف الصراع إلى احترام الوضع المحمي للمرافق الطبية وتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الذين يتلقون العلاج، وكذلك العاملين في المجال الإنساني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تظل "قلقة للغاية إزاء حجم الخسائر بين المدنيين في هذا الصراع"، مضيفا: "لقد حثثنا إسرائيل باستمرار على أعلى المستويات على ضرورة بذل المزيد من الجهود لضمان حماية المدنيين، وضرورة التحقيق في الادعاءات ذات المصداقية بالانتهاكات كلما ظهرت".
واتهم المتحدث حماس أيضًا باستخدام المستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق المدنية "لأغراض عسكرية".
وأضاف المتحدث أن "هذا يضع المدنيين الأبرياء في مرمى النيران، ويخلق عبئا إضافيا على إسرائيل، لكنه لا يقلل من مسؤولية إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي، للتمييز بين الإرهابيين والمدنيين، وحماية أرواح الأبرياء، وهم الأغلبية الساحقة من الناس في غزة".
ولم تعلق إسرائيل علناً على اعتقال أبو صفية أو نقله المزعوم إلى منشأة سدي تيمان.
وجاء اعتقال الدكتور أبو صفية، بعد هجمة عسكرية إسرائيلية استهدفت مستشفى كمال عدوان ومحيطه.
وأخلت قوات الاحتلال، الجمعة، المرضى والطاقم الطبي بالقوة من المستشفى، واحتجزت عددا آخر قبل أن تضرم النار في أقسامه الكبيرة، ما جعله غير صالح للعمل بشكل كامل، بحسب بيان للوزارة.
أدى الهجوم على مستشفى كمال عدوان إلى إغلاق آخر المرافق الطبية الكبرى في شمال قطاع غزة.
قتلت إسرائيل أكثر من 45400 شخص في غزة منذ الهجوم عبر الحدود الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى تحويل القطاع إلى أنقاض.
وفي الشهر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.