ألقت إسرائيل باللوم على جماعة حزب الله اللبنانية يوم الأحد في انتهاكات وقف إطلاق النار، في محاولة واضحة لتجنب اتهامات مماثلة وجهتها إليها الأمم المتحدة في اليوم السابق.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنه إذا استمر المسلحون في خرق الاتفاق فإن إسرائيل "ستضطر إلى التحرك"، وذلك بعد زيارة للقيادة الشمالية للجيش.
وفي وقت سابق من يوم السبت، اتهمت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إسرائيل بـ"الانتهاك الصارخ" لقرار مجلس الأمن الصادر عام 2006 والذي يشكل أساس وقف إطلاق النار مع حزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وجاء بيان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في الوقت الذي حذر فيه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم من أن صبر المجموعة مع الانتهاكات الإسرائيلية قد ينفد قبل نهاية مهلة تنفيذ وقف إطلاق النار البالغة 60 يوما.
واتسمت الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، باتهامات متبادلة بالانتهاكات من الجانبين.
وقالت قوة حفظ السلام في بيان لها "هذا الصباح، لاحظ جنود حفظ السلام جرافة (عسكرية إسرائيلية) تدمر برميلاً أزرق اللون يمثل خط الانسحاب بين لبنان وإسرائيل في اللبونة، فضلاً عن برج مراقبة تابع للقوات المسلحة اللبنانية بجوار موقع لليونيفيل هناك".
"إن التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش للممتلكات والبنية التحتية الواضحة المعالم التابعة لليونيفيل والتي تعود للقوات المسلحة اللبنانية هو انتهاك صارخ للقرار 1701 والقانون الدولي".
ودعت القوة الممثلة في اللجنة المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار، "جميع الأطراف إلى تجنب أي أعمال، بما في ذلك تدمير الممتلكات والبنية التحتية المدنية، والتي من شأنها أن تعرض وقف الأعمال العدائية للخطر".
وفي محاولة واضحة لتجنب اللوم، قال كاتس الأحد إن حزب الله لم ينسحب بعد "إلى ما وراء نهر الليطاني" في جنوب لبنان، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه "إذا لم يتم توفير هذا الشرط فلن يكون هناك اتفاق وستضطر إسرائيل إلى التصرف بمفردها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وقال كاتس إن بنوداً أخرى لم يتم تنفيذها، مثل "تفكيك جميع أسلحة (حزب الله) وإحباط … البنى التحتية في المنطقة من قبل الجيش اللبناني".
وقال كاتس في بيان أصدره مكتبه: "لن نسمح بخلق تهديد متجدد للمجتمعات الشمالية ومواطني دولة إسرائيل".
وبموجب شروط وقف إطلاق النار، من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب، بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يوماً.
ومن المقرر أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني – على بعد نحو 30 كيلومترا (20 ميلا) من الحدود – ويفكك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وفي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول، أعربت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عن قلقها إزاء الأضرار "المستمرة" التي يلحقها الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان.
وفي تفصيل لغاراته الجوية الأخيرة في لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنه كان يعمل على إزالة أي تهديد لإسرائيل "وفقا لتفاهمات وقف إطلاق النار".
وقال قاسم إن حزب الله قرر التحلي بالصبر، لكنه حذر من أن ذلك لن يدوم إلى أجل غير مسمى.
وأضاف "قلنا إننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتنفيذ الاتفاق وسنتحلى بالصبر"، مؤكدا: "هذا لا يعني أننا سننتظر 60 يوما".
وأضاف أن "قيادة المقاومة هي التي تحدد متى تتحلى بالصبر ومتى تأخذ المبادرة ومتى ترد".