
وزراء عرب يدينون إسرائيل لمنعها زيارة الضفة الغربية
أدان وزراء الخارجية العرب، السبت، إسرائيل لمنعها زيارتهم المقررة إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث كان من المقرر أن يلتقوا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية، استنكر الوزراء قرار إسرائيل منع وفد الأحد، الذي كان من المقرر أن يضم دبلوماسيين كبارا من السعودية ومصر والأردن والبحرين، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأعلنت إسرائيل في وقت متأخر من يوم الجمعة أنها لن تتعاون مع الزيارة، مما أدى إلى إيقافها فعليا بسبب سيطرتها على حدود الضفة الغربية ومجالها الجوي.
ودافع مسؤول إسرائيلي عن هذه الخطوة، مدعيا أن عباس "كان ينوي استضافة اجتماع استفزازي في رام الله لوزراء خارجية الدول العربية لمناقشة تعزيز إقامة الدولة الفلسطينية".
وأضاف المسؤول: "ستصبح هذه الدولة بلا شك دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل. ولن تتعاون إسرائيل مع مثل هذه التحركات التي تهدف إلى المساس بها وبأمنها".
ولو تمت الزيارة، لكان رئيس الوفد الأمير فيصل بن فرحان أول وزير خارجية سعودي يزور الضفة الغربية.
وأعلنت إسرائيل هذا الأسبوع عن إنشاء 22 مستوطنة يهودية جديدة في الضفة الغربية، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة غير قانونية بموجب القانون الدولي وأحد العقبات الرئيسية أمام تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وخلال زيارة لأحد المواقع الاستيطانية الجديدة يوم الجمعة، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس ببناء "دولة إسرائيلية يهودية" في الأراضي الفلسطينية.
"المواجهة الدبلوماسية"
وفي إشارة إلى الدول الأجنبية التي قد "تعترف بدولة فلسطينية على الورق"، أضاف كاتس: "ستُلقى هذه الورقة في سلة المهملات التاريخية، وستزدهر دولة إسرائيل وتزدهر".
ومن المقرر أن تتولى المملكة العربية السعودية وفرنسا رئاسة مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في يونيو/حزيران المقبل بهدف إحياء حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقيل إن المملكة العربية السعودية كانت قريبة من الاعتراف بإسرائيل قبل بدء حرب غزة، كما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى الرياض، التطبيع بين البلدين بأنه "أملي ورغبتي القوية".
لكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قال مراراً وتكراراً إن المملكة العربية السعودية لن تعترف بإسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وقال فراس مقصد، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، إن رفض إسرائيل للزيارة يشير إلى "مدى انتقال السعودية وإسرائيل من التطبيع إلى المواجهة الدبلوماسية".
وأضاف أن الزيارة المخطط لها "تؤكد مدى تحول الموقف السعودي من خلق مسار موثوق نحو الدولة الفلسطينية من خلال التطبيع المشروط مع إسرائيل، إلى موقف يهدف إلى خلق مثل هذا المسار من خلال تحالف دولي لدعم التطلعات الفلسطينية".
تزايدت ردود الفعل الدولية منذ أن استأنفت إسرائيل هجومها على غزة في مارس/آذار، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتحذير الأمم المتحدة من المجاعة في جميع أنحاء القطاع.
وتستضيف المملكة العربية السعودية بالتعاون مع فرنسا المؤتمر المقبل في نيويورك، بهدف إحياء حل الدولتين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح في وقت سابق أنه قد يعترف بدولة فلسطينية في ذلك الاجتماع، مما أثار انتقادات حادة من إسرائيل.