لقطات اللحظات الأخيرة من حياة زعيم حماس "رمز للتحدي"

كانت نظرة العالم إلى اللحظات الأخيرة لزعيم حماس يحيى السنوار قاسية ومؤلمة – جريحًا ومحاصرًا – كان يجلس في منزل فلسطيني تعرض للقصف لكنه مع ذلك كان يواجه إسرائيل…

شارك الخبر
لقطات اللحظات الأخيرة من حياة زعيم حماس "رمز للتحدي"

لقطات اللحظات الأخيرة من حياة زعيم حماس "رمز للتحدي"

كانت نظرة العالم إلى اللحظات الأخيرة من حياة زعيم حماس يحيى السنوار قاسية ومؤلمة – جريحًا ومحاصرًا – كان يجلس في منزل فلسطيني تم قصفه لكنه مع ذلك واجه طائرة بدون طيار إسرائيلية تصوره، ويلقي عليها عصا بكل ما أوتي من قوة.

حاولت إسرائيل تصوير المشهد على أنه مشهد انتصار، حيث أظهرت السنوار، المهندس المزعوم لأحداث السابع من أكتوبر، محطما ومهزوما.

لكن كثيرين في العالم العربي والإسلامي ــ سواء كانوا يؤيدون حماس أم لا ــ رأوا شيئاً مختلفاً في اللقطات غير الواضحة: شهيد متمرد مات وهو يقاتل حتى النهاية.

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من لقطات الطائرة بدون طيار، مصحوبة باقتباسات من خطابات السنوار التي أعلن فيها أنه يفضل الموت في ساحة المعركة.

انتشرت على نطاق واسع صورة زيتية تصور السنوار ملثما وهو يجلس بفخر على كرسي، ويبدو أن الصورة مستوحاة من آخر صورة له على قيد الحياة.

وكتب الإعلامي والصحفي المصري أسامة جاويش عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ببث الدقائق الأخيرة من حياة يحيى السنوار فإن الاحتلال جعل حياته أطول من حياة قاتليه".

في غزة، حزن الناس على مقتله، بينما تمنى عدد قليل منهم أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل والتي اندلعت بسبب غزو حماس في 7 أكتوبر 2023. وفي مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، وبعيدًا عن الدمار في غزة، تباينت الآراء.

ولكن هناك أمر واحد كان واضحا. فقد أشاد مؤيدو الرجل وحتى بعض المنتقدين بالفيديو باعتباره دليلا على مقتل رجل في مواجهة، على الأقل لم يكن مختبئا في نفق محاط بالرهائن كما قالت إسرائيل طيلة أغلب العام الماضي.

بعد ثلاثة أيام من مقتله، ألقت طائرات الاحتلال منشورات في جنوب قطاع غزة، تظهر صورة أخرى لجثة السنوار.

وقال رئيس مجموعة الحوار الفلسطيني، وهي مؤسسة بحثية مقرها إسطنبول، صادق أبو عامر: "لا أعتقد أن هناك قائداً فلسطينياً من الصف الأول قُتل في مواجهة (مثل السنوار)، بحسب ما تظهره الرواية الإسرائيلية المسربة".

"شهداء المقاومة"

وعلى النقيض من زعيم حركة حماس السياسي إسماعيل هنية الذي قُتل في غرفته بالفندق في إيران، أو زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي تم قصف مخبأ تحت الأرض بعشرات الذخائر الضخمة، قُتل السنوار أثناء قتاله على ما يبدو للقوات الإسرائيلية، بعد أكثر من عام من شن تل أبيب حربها.

وذهبت إيران، القوة الشيعية والداعمة الرئيسية لحماس، إلى أبعد من ذلك، حيث قارنت بين وفاة السنوار ووفاة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، العدو اللدود لطهران.

وفي بيان صادر عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، قالت البعثة إن صدام ظهر أشعثًا من حفرة تحت الأرض، حيث جره جنود أميركيون بينما "توسل إليهم ألا يقتلوه رغم أنه مسلح". من ناحية أخرى، قالت إيران إن السنوار قُتل في العراء أثناء "مواجهته للعدو".

وفي بيان شديد اللهجة، انتقد الأزهر الشريف، أعلى مؤسسة تعليمية للمسلمين السنة في العالم، تصوير إسرائيل للسنوار على أنه إرهابي. وقال البيان، دون أن يذكر السنوار بالاسم، إن "شهداء المقاومة" ماتوا دفاعا عن أرضهم وقضيتهم.

وفي إسرائيل، وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، السنوار بأنه "مهزوم ومنبوذ ومضطهد"، في حين احتفل كثيرون بخبر وفاته.

وفي الأراضي الفلسطينية ولبنان، تذكره كثيرون باحترام، بينما عبر البعض عن غضبهم.

وقالت سمية المحتسب، وهي نازحة فلسطينية من مدينة غزة، "لقد مات مقاتلاً، شهيداً".

بالنسبة لصالح شنّار، أحد سكان شمال غزة والنازح الآن إلى وسطها، فقد قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. "استشهد المئات والعشرات من القادة الكبار وتم استبدالهم بقادة جدد".

وفي خان يونس، مسقط رأس السنوار، أقام المشيعون في مسجد مدمر صلاة الجنازة على مسلم فقد جثمانه. وقد استولت إسرائيل على جثمان السنوار. وشارك في الصلاة عشرات الرجال والأطفال.

وفي وادي الزينة، وهي بلدة في قضاء الشوف في لبنان يقطنها عدد كبير من الفلسطينيين، قال بلال فرحات إن مقتل السنوار جعله رمزا للمقاومة البطولية.

وقال فرحات "لقد مات وهو يقاتل على الخطوط الأمامية، وهذا يمنحه هالة من البطولية الغامضة".


تابعونا على أخبار جوجل


شارك الخبر