
قمة اسطنبول تناقش مستقبل القانون الدولي في ظل حرب إسرائيل على غزة
ناقش مؤتمر بارز للقانون الدولي في اسطنبول خلال نهاية الأسبوع مستقبل القانون الدولي وسط الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة.
اجتذب مؤتمر "إعادة النظر في القانون الدولي بعد غزة"، الذي نظمته كلية الحقوق بجامعة البوغازيتشي، العديد من الأكاديميين والباحثين العالميين البارزين في مجال القانون الدولي.
وكان من بينهم ريتشارد فولك، عالم سياسي مشهور عالميًا وخبير في القانون الدولي في جامعة برينستون ومقرر سابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وفي كلمته الرئيسية خلال جلسة "العدالة والقانون الدولي"، انتقد فالك بشدة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة ورد فعل المجتمع الدولي. وشدد على أوجه القصور في القانون الدولي في معالجة الأزمة.
وقال إن "الإبادة الجماعية مستمرة، والتهديد بحرب كارثية أوسع نطاقا في المنطقة المرتبطة مباشرة بغزة أصبح مصدر قلق متزايد".
واتهم إسرائيل بتجاهل القرارات الدولية التي كان من الممكن أن توقف احتلال غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال فالك: "لقد تجاهلت إسرائيل بشكل صارخ القرارات الرسمية التي كان من شأنها وقف الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال"، مندداً بفشل المجتمع الدولي في تطبيق هذه القوانين.
ووصف الوضع بأنه استمرار للفصل العنصري في سياق ما بعد الاستعمار، حيث قدم توغل حماس في 7 أكتوبر "ذريعة لحكومة نتنياهو لمواصلة التطهير العرقي".
كما أدان فالك المعايير المزدوجة في الرد الدولي على تصرفات إسرائيل، ووصفها بأنها "تعبير عن النفاق" وإساءة استخدام القانون الدولي كأداة سياسية ضد الأعداء.
وعلى الرغم من عيوبه، أكد فالك على أهمية القانون الدولي في إضفاء الشرعية على حركات التضامن وتثقيف الأجيال القادمة حول العدالة وحقوق الإنسان.
وناقش المتحدث الرئيسي الآخر بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن، تأثير التدمير المنهجي للمساكن في غزة ومناطق الصراع الأخرى.
ودعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بهذه الأفعال باعتبارها جرائم منفصلة بموجب القانون الدولي واتخاذ خطوات ملموسة للتصدي لها.
وقال راجاجوبال إن "إسرائيل تتمتع بالحصانة من العقاب، وهو انتهاك للقانون الدولي وله قوته المعيارية الخاصة"، منتقدا فشل القانون الدولي في حماية غزة.
وقدم مفهوم "قتل المنازل"، أي الهدم الجماعي للمنازل، ودعا إلى الاعتراف به كجريمة بسبب تأثيره الشديد على كرامة الإنسان والسلامة الاجتماعية.
وقال راجاجوبال إن "خسارة المنزل خسارة فادحة تجعلنا نفقد إنسانيتنا"، واصفا هدم المنازل بأنه جريمة ضد الإنسانية وعمل من أعمال الإبادة الجماعية في حالة غزة.
وحذر من أن تحديات إعادة بناء غزة قد تعني أن العملية ستستغرق عقودا في ظل الظروف الحالية.
وعقدت الندوة التي استمرت يومين في جامعة البوغازيتشي وانتهت يوم الأحد.