
ترامب يطرح مجددا فكرة السيطرة الأميركية على غزة كـ"منطقة حرية"
كرر الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس اقتراحه المثير للجدل بتولي السيطرة على قطاع غزة، وقال في مائدة مستديرة للأعمال في قطر إن الولايات المتحدة ستحول القطاع إلى "منطقة حرية"، بحجة أنه لم يتبق شيء لإنقاذه في الأراضي الفلسطينية.
طرح ترامب فكرته بشأن غزة لأول مرة في فبراير/شباط، قائلاً إن الولايات المتحدة ستعيد تطويرها وتُجبر الفلسطينيين على النزوح إلى أماكن أخرى. أثارت الخطة إدانة عالمية، حيث اعتبرها الفلسطينيون والدول العربية والأمم المتحدة بمثابة تطهير عرقي.
هُجّر معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، داخليًا، مع استمرار إسرائيل في شنّ هجوم عسكري إبادة جماعية أودى بحياة ما يقرب من 53 ألف فلسطيني، ودمّر مساحات واسعة من القطاع. بدأت إسرائيل هجومها بعد هجوم حركة المقاومة الفلسطينية حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال ترامب، في حديثه لمجموعة من المسؤولين وقادة الأعمال في قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحماس في الدوحة منذ سنوات، إن لديه "مفاهيم لغزة أعتقد أنها جيدة للغاية: اجعلوها منطقة حرية، ودعوا الولايات المتحدة تتدخل".
قال ترامب إنه شاهد "صورًا جوية تُظهر أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريبًا. ليس الأمر وكأنك تحاول إنقاذ شيء ما. لا توجد أي مبانٍ. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول".
أريد أن أرى غزة منطقة حرة. وإذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة، وجعلتها منطقة حرة. فلتكن هناك أمور جيدة.
وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه يريد تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
يرفض الفلسطينيون بشدة أي خطة تتضمن مغادرتهم غزة، مشبهين هذه الأفكار بـ"نكبة" عام 1948، عندما شُرّد مئات الآلاف من منازلهم في الحرب التي أدت إلى قيام إسرائيل. ويقول كثيرون إنهم يفضلون العيش في أنقاض منازلهم.
وفي تعليقه على تصريحات ترامب في قطر، قال المسؤول في حماس باسم نعيم إن الرئيس "يملك النفوذ اللازم" لإنهاء حرب غزة والمساعدة في إقامة دولة فلسطينية.
لكن نعيم أضاف: "غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقارا للبيع في السوق المفتوحة".
إن التدخل الأمريكي المباشر في غزة من شأنه أن يجر واشنطن إلى عمق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وربما يُمثل أكبر تدخل لها في الشرق الأوسط منذ غزوها للعراق عام 2003. وينظر العديد من الأمريكيين إلى التورطات الخارجية بعين الريبة.
في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت إسرائيل على خطط هجومية موسعة قد تشمل السيطرة على القطاع والسيطرة على المساعدات. وأفادت مصادر طبية بمقتل 94 فلسطينيًا على الأقل في غارات إسرائيلية يوم الخميس.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة ترامب بأنها "رؤية جريئة"، وقال إنه والرئيس الأميركي ناقشا الدول التي قد تكون على استعداد لاستقبال الفلسطينيين الذين يغادرون غزة.