
الجيش الإسرائيلي يقتل 18 فلسطينياً قرب موقع مساعدات إنسانية في غزة
قُتل 18 فلسطينياً على الأقل وأصيب العشرات، الثلاثاء، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على آلاف المدنيين النازحين الذين تجمعوا بالقرب من نقطة توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط قطاع غزة، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين.
ويأتي الهجوم بعد يوم واحد فقط مما وصفه المسعفون بالمذبحة التي أسفرت عن مقتل 57 فلسطينيا في اليوم الأخير من عيد الأضحى، أحد أقدس الأعياد الإسلامية.
وتم نقل ضحايا الحادثين إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين ومستشفى القدس في مدينة غزة، فيما واجهت الفرق الطبية صعوبة في التعامل مع الارتفاع الكبير في عدد الضحايا.
صرح الجيش الإسرائيلي بأنه يحقق في الحادثة. وكان قد حذر الفلسطينيين الأسبوع الماضي من الاقتراب من الطرق المؤدية إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بين الساعة السادسة مساءً والسادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، واصفًا هذه الطرق بأنها مناطق عسكرية مغلقة.
ولم يصدر أي تعليق فوري من مؤسسة غزة الإنسانية على الحادثة التي وقعت الثلاثاء.
وبدأت المؤسسة توزيع الطرود الغذائية في غزة في نهاية شهر مايو/أيار، حيث أشرفت على نموذج جديد لتوزيع المساعدات تقول الأمم المتحدة إنه غير نزيه ولا محايد.
ومع ذلك، يقول العديد من سكان غزة إنهم يضطرون إلى السير لساعات طويلة للوصول إلى هذه المواقع، وهذا يعني أنهم مضطرون إلى البدء في السفر قبل الفجر بوقت طويل للحصول على أي فرصة للحصول على الغذاء.
وفي حين قالت المؤسسة إنه لم تقع أي حوادث في ما يسمى بمواقع التوزيع الآمنة، فقد أبلغ الفلسطينيون الذين يسعون للحصول على المساعدة عن حدوث اضطرابات، وكانت طرق الوصول تعاني من الفوضى والعنف المميت.
قال محمد أبو عمرو، 40 عامًا، وهو أب لطفلين: "ذهبتُ إلى هناك الساعة الثانية صباحًا على أمل الحصول على بعض الطعام. وفي طريقي، رأيتُ الناس يعودون خاليي الوفاض. قالوا إن طرود المساعدات نفدت في غضون خمس دقائق. هذا جنون وغير كافٍ".
وقال لرويترز عبر تطبيق دردشة: "يصل عشرات الآلاف من المناطق الوسطى والشمالية أيضًا. بعضهم سار أكثر من 20 كيلومترًا (12 ميلًا)، ليعودوا إلى ديارهم خائبين". وأضاف أنه سمع إطلاق نار لكنه لم يرَ ما حدث.
سمحت إسرائيل باستئناف عمليات محدودة بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو/أيار، بعد حصار دام 11 أسبوعًا في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، حيث حذّر الخبراء من أن المجاعة تلوح في الأفق. ووصفت الأمم المتحدة المساعدات التي تصل إلى غزة بأنها "قطرة في بحر".
وقال شهود عيان إن ما لا يقل عن 40 شاحنة تحمل الدقيق لمخازن الأمم المتحدة تعرضت للنهب من قبل نازحين فلسطينيين يائسين وكذلك لصوص بالقرب من دوار النابلسي على طول الطريق الساحلي لمدينة غزة.
اندلعت الحرب في أعقاب غزو حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف نحو 251 رهينة.
وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وتدمير جزء كبير من القطاع الساحلي.