كشف الأسرى الفلسطينيون الذين أفرج عنهم الجيش الإسرائيلي بعد اعتقالهم في غزة، بالتفصيل عن التعذيب الجسدي والنفسي الشديد الذي تعرضوا له.
وتم نقل المجموعة التي تعرضت للانتهاكات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة، من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
ووصف الفلسطينيون، الذين بدت عليهم علامات التعذيب في أجزاء مختلفة من أجسادهم وبدا عليهم الإرهاق، الانتهاكات التي تعرضوا لها لوكالة الأناضول.
وقال محمود باسم محمود أحمد، أحد الأسرى المحررين، إن جيش الاحتلال أجبر المعتقلين على الاستلقاء على وجوههم، وضربهم بالكلاب والصعق بالكهرباء.
اضطر لأكل البراز
قال أحمد: "كان عليك أن تبقي يديك مقيدتين فوق رأسك من الساعة الرابعة صباحاً حتى منتصف الليل. وإذا انعطفت يميناً أو شمالاً، فسوف يطلقون عليك الكلاب".
وأضاف: "كانوا يحضرون قطعتين من الخبز يومياً. وبعد تناول الخبز، كان عليك الاستلقاء على بطنك لمدة 24 ساعة. وإذا أضربت عن الطعام، يجبرونك على تناول البراز".
وأضاف أحمد أن بعض الأسرى، الذين يشتبه جنود الاحتلال بعلاقتهم بالمقاومين، تم نقلهم إلى الطابق الثاني عشر من المبنى للتعذيب، ومن ثم تم إنزالهم للأسفل وهم ما زالوا يتعرضون للتعذيب.
وقال: "ما عشناه هناك خلال 40 إلى 60 يومًا بدا وكأنه 12 عامًا".
النباح مثل الكلاب
وقال سعيد أبو وطفة، الذي تم اعتقاله عند معبر كرم أبو سالم الحدودي، إن الجنود الإسرائيليين احتجزوا مجموعة من الشباب الفلسطينيين على الحدود لمدة أربع ساعات، مقيدين إلى جدار.
وقال وطفة إن الجنود جردوا المعتقلين من ملابسهم، وصعقوا مناطقهم الحساسة بالكهرباء، وكسروا أسنانهم، ولم يقدموا لهم أي دواء.
وقالت وطفة، التي تعرضت لمختلف أشكال التعذيب النفسي والجسدي: "في الليل، عندما نحتاج للذهاب إلى المرحاض، كانوا يقولون "انبح". كان علينا النباح لاستخدام المرحاض، وأجبروني على النباح، وأجبروني على شتم حكومتي وأقاربي وأختي وزوجتي".
35 يوما في الأغلال
وقال معين محمد عبد الساتر محمد، المعتقل في مخيم جباليا للاجئين والمعتقل في أحد السجون الإسرائيلية منذ حوالي أربعة أشهر: "مررنا بأيام صعبة للغاية. لقد أطلقوا علينا الكلاب ليلاً وعذبونا كثيراً. لم نر مثل هذا من قبل". يعذب."
وقال مروان مسعد شعار (20 عاما)، الذي اعتقله جنود إسرائيليون أثناء توزيع المساعدات وسجن لمدة 31 يوما، إنهم تعرضوا لأنواع مختلفة من التعذيب، بما في ذلك الصدمات الكهربائية والضرب والإذلال.
وردا على سؤال حول ظروف السجن الإسرائيلي، أجاب الشعار: "لم نكن نعيش".
وقال خالد أبو الكريم، الذي تم اعتقاله أثناء مداهمة في حي الشجاعية بمدينة غزة وأُطلق سراحه بعد 35 يوماً، إن أيديهم وأرجلهم كانت دائماً مقيدة بالأغلال أثناء السجن، كما تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي.