منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، واجه نظام بشار الأسد اتهامات مستمرة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والإعدام.
ومع تطور الأحداث وسقوط الحاكم المتشدد في الأيام الأخيرة، دعا محققو الأمم المتحدة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات على أعلى مستوى.
صور قيصر
في عام 2013، قام منشق معروف فقط باسم "قيصر" بتهريب أكثر من 55 ألف صورة مأساوية التقطت بين عامي 2011 و2013.
وأظهرت الصور، التي تحقق منها خبراء، جثثاً مصابة بالتعذيب والتجويع والمشوهة في السجون السورية.
وأظهرت إحدى الصور مئات الجثث في سقيفة، مغطاة بالبلاستيك استعدادا للدفن.
ورفض نظام الأسد الصور ووصفها بأنها "سياسية"، لكن شهادة قيصر أمام لجنة في الكونجرس الأمريكي ساعدت في إلهام قانون الولايات المتحدة لعام 2020 الذي يفرض عقوبات اقتصادية على سوريا.
وفي خطوة مهمة في عام 2022، بدأت ألمانيا والسويد وفرنسا مقاضاة أعضاء رفيعي المستوى في أجهزة المخابرات السورية.
وفي يوليو/تموز، أدت عملية أوروبية منسقة إلى اعتقال ثمانية أفراد مرتبطين بجرائم ضد الإنسانية، والمعروفين باسم "القيصر".
ويملك المحققون الآن قائمة بأسماء أكثر من 4000 مسؤول مسؤولين عن هذه الانتهاكات.
أرخبيل التعذيب
وقد صاغت منظمة هيومن رايتس ووتش مصطلح "أرخبيل التعذيب" في عام 2012 لوصف شبكة السجون التي تديرها الحكومة حيث كان الانتهاك المنهجي متفشياً.
وكانت هذه السجون مواقع لقسوة لا توصف، بما في ذلك الصدمات الكهربائية، والاعتداءات الجنسية، والإعدامات الوهمية.
وبحلول عام 2022، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 100 ألف شخص لقوا حتفهم في هذه المرافق منذ بدء الصراع.
في عام 2023، أمرت محكمة العدل الدولية سوريا بوقف المعاملة اللاإنسانية في سجونها.
الاغتصاب والعنف الجنسي
لقد كان العنف الجنسي بمثابة السمة المميزة لتكتيكات الحرب التي ينتهجها نظام الأسد.
في عام 2020، تقدم سبعة لاجئين سوريين بشكوى في ألمانيا، موضحين تجاربهم في الاغتصاب والإجهاض القسري والصدمات الكهربائية من عام 2011 إلى عام 2013.
وأفادت الأمم المتحدة في عام 2018 أن العنف الجنسي الذي تمارسه القوات الموالية للأسد كان منهجيًا، حيث تعرضت آلاف النساء والفتيات للإساءة.
بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقوع ما لا يقل عن 11,553 حالة عنف جنسي منذ عام 2011، وألقي اللوم في الغالب على حكومة الأسد.
إبادة
في عام 2016، وصف محققو الأمم المتحدة تصرفات الحكومة السورية بأنها "إبادة"، وهي جريمة ضد الإنسانية.
وقد تجسد ذلك في سجن صيدنايا، المشهور بممارساته الوحشية.
ووصفت منظمة العفو الدولية السجن بأنه "مسلخ بشري" حيث تم إعدام السجناء بشكل منهجي، بعضهم بعد تعذيب مروع.
وسلطت الولايات المتحدة الضوء أيضاً على "محرقة الجثث" في صيدنايا التي تستخدم للتخلص من جثث الآلاف من الضحايا.
وفي وقت لاحق، قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 30 ألف شخص لقوا حتفهم في صيدنايا، وأن العديد منهم تعرضوا للتعذيب حتى الموت.
الأسلحة الكيميائية
وقد تورطت قوات الأسد في هجمات متعددة بالأسلحة الكيميائية، وكان أبرزها في عام 2013 بالقرب من دمشق، عندما أدى غاز السارين إلى مقتل 1000 شخص.
وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الجيش السوري استخدم مواد كيميائية في هجمات على اللطامنة عام 2017.
وفي عام 2023، أصدرت فرنسا مذكرات اعتقال دولية بحق الأسد وشقيقه واثنين من الجنرالات، متهمة إياهم بالتواطؤ في هذه الهجمات.
ونفت حكومة الأسد كافة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.