أفاد تقرير صادر اليوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي خفف قواعد الاشتباك منذ بداية هجماته على غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما سمح للقادة بشن هجمات على أهداف، متجاهلين الخطر الأكبر المتمثل في سقوط ضحايا من المدنيين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش منح ضباطا من الرتب المتوسطة سلطة ضرب مجموعة واسعة من الأهداف التابعة لحماس حيث كان هناك خطر مقتل ما يصل إلى 20 مدنيا.
وذكرت الصحيفة أن الأمر يعني على سبيل المثال أن الجيش يمكنه استهداف المقاتلين من ذوي الرتب المختلفة أثناء تواجدهم في منازلهم محاطين بالأقارب والجيران، بدلا من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج.
وقالت إن التقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، بما في ذلك أكثر من 25 شخصا ساعدوا في اختيار الأهداف والتحقق منها.
ولم يستجب الجيش الإسرائيلي فورًا لطلب التعليق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الجيش أقر بأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكنه زعم أن قواته "كانت تستخدم باستمرار وسائل وأساليب تلتزم بقواعد القانون".
أدت الهجمات الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107 آلاف، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، ونزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير جزء كبير من الجيب الساحلي.
وبالإضافة إلى رفع عدد الضحايا المدنيين الذين قد يتعرضون للخطر في هجوم واحد، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الجيش أزال حدا أقصى على العدد التراكمي للمدنيين الذين قد تتعرض هجماته للخطر كل يوم.
وفي مناسبات قليلة، وافقت القيادة العسكرية العليا على ضربات كانت تعلم أنها ستؤدي إلى تعريض حياة ما يصل إلى 100 مدني للخطر، بحسب الصحيفة.
وقالت إن الجيش "اعتمد في كثير من الأحيان على نموذج إحصائي بدائي لتقييم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين"، معتمدا بشكل أساسي على تقديرات استخدام الهواتف المحمولة بدلا من المراقبة المكثفة لمبنى واحد.
وقالت الصحيفة إنه اعتبارًا من نوفمبر 2023 فصاعدًا، تم تشديد القواعد، بما في ذلك خفض عدد الضحايا المدنيين الذين يمكن المخاطرة بوقوعهم في الهجمات على أهداف منخفضة المستوى إلى النصف. وأضافت أن القواعد ظلت أكثر تساهلاً مما كانت عليه قبل الحرب.
لقد أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل عن مقتل عدد قياسي من المدنيين وتسبب في أضرار جسيمة في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان. ولقد أثارت عمليات إسرائيل، التي لا تظهر أي علامة على التراجع، انتقادات حادة من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، التي حذرت من الخسائر الإنسانية الكارثية التي قد تلحق بالمدنيين الذين وقعوا ضحية للنيران المتبادلة.
وأشارت تقارير سابقة استندت إلى شهادات جنود إسرائيليين إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك المراهقون، كدروع بشرية في غزة.
وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، التي أمرتها بوقف عمليتها العسكرية على الفور في مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني من الحرب قبل غزوها في السادس من مايو/أيار.