شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت بعض البلدات في جنوب لبنان، بعد وقت قصير من تفجيراتها المتتالية لأجهزة الاتصالات، والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة 3000 آخرين.
وأكد مراسل وكالة الأناضول وقوع أكثر من 50 غارة جوية على بلدات جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن طائرات حربية "نفذت سلسلة غارات على منطقة المحمودية بالقرب من بلدة العيشية وكسرة العروش في منطقة جزين".
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان "طائرات العدو الاسرائيلي أطلقت عشرة صواريخ باتجاه منطقة بركة جبور".
وفي حادث منفصل، أصيب أربعة أشخاص في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة هنية في قضاء صور جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة.
وأشارت الوزارة إلى أن من بين المصابين ثلاثة فلسطينيين ومواطن لبناني.
من جهته، قال حزب الله في بيان له مساء الخميس إنه استهدف موقع المطلة العسكري الإسرائيلي في شمال إسرائيل بدفعة من صواريخ فلق.
وفي أعقاب الهجوم، قال رئيس بلدية المطلة إن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان أدت إلى اندلاع عدة حرائق وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وفي بيان آخر، قالت الجماعة اللبنانية إنها ضربت أيضا مقر قيادة كتيبة الشومرا في شمال إسرائيل بوابل من صواريخ الكاتيوشا.
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قصف 30 منصة إطلاق لحزب الله كانت جاهزة لإطلاق 150 صاروخا باتجاه إسرائيل".
تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة عقب موجة الانفجارات التي وقعت الأربعاء والتي أثرت على أجهزة لاسلكية تابعة لـ"أيكوم" في أنحاء لبنان، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 450 آخرين.
ووقعت الانفجارات في أعقاب انفجارات مماثلة يوم الثلاثاء استهدفت أجهزة استدعاء، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة 2800 آخرين، منهم 300 في حالة حرجة.
وحمّلت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل مسؤولية انفجارات أجهزة النداء، وهددتاها بـ"عواقب وخيمة".
وقالت البعثة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الخميس إن إسرائيل مسؤولة عن تفجير العبوات عبر رسائل إلكترونية ومتفجرات مزروعة فيها قبل وصولها إلى لبنان، بما يتوافق مع النظريات التي تم تداولها منذ الانفجارات.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن المكون من 15 عضوا يوم الجمعة لمناقشة الانفجارات. ودعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حازم لوقف "العدوان" و"الحرب التكنولوجية" الإسرائيلية.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على الانفجارات التي جاءت وسط تصعيد في الحرب عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء الحرب الإسرائيلية المميتة على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 41300 ضحية معظمهم من النساء والأطفال في أعقاب هجوم عبر الحدود شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي باريس، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضبط النفس، مضيفا أنه لا يريد أن يرى أي إجراءات تصعيدية من أي طرف من شأنها أن تجعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة.
وأثارت الهجمات على معدات الاتصالات التابعة لحزب الله حالة من الخوف في لبنان، حيث تخلى الناس عن أجهزتهم الإلكترونية خوفاً من حمل القنابل في جيوبهم.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن آلاف أجهزة الاستدعاء استهدفت في وقت واحد، حيث وقعت بعض الانفجارات في المستشفيات والصيدليات والأسواق والمحلات التجارية والشوارع المزدحمة بالمدنيين والنساء والأطفال.