
إسرائيل تصعد الضغوط على غزة وتقصف مستشفى في أحد الشعانين
شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة يوم الأحد، وأصابت عدة أهداف مدنية، بما في ذلك مستشفى ومنزل وسيارة ومبنى بلدي، مما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل، بينهم أطفال.
وتعهدت تل أبيب بتعزيز وجودها الأمني في القطاع الساحلي المحاصر.
ومن بين الغارات الجوية هجوم شنته إسرائيل قبل الفجر على مستشفى الأهلي في مدينة غزة، وهو آخر مرفق صحي رئيسي لا يزال يعمل في شمال غزة.
وأكد مدير المستشفى الدكتور فاضل نعيم أن قسم الطوارئ والصيدلية والمباني المحيطة تضررت بشكل كبير.
وأثر الانفجار على أكثر من 100 مريض وعشرات من أفراد الطاقم، حيث توفيت إحدى المريضات – وهي فتاة تم إجلاؤها – بسبب نقص الرعاية الطبية العاجلة.
وزعمت إسرائيل أنها استهدفت مركز قيادة لحماس داخل المستشفى، رغم أنها لم تقدم أي دليل، كما نفت حماس هذا الاتهام.
وأدانت أبرشية القدس الأسقفية التي تدير المستشفى الهجوم، مؤكدة على توقيت الضربة في أحد الشعانين، الذي يمثل بداية أسبوع الآلام المسيحية.
وعلى النقيض من ذلك، حضر المصلون في مدينة غزة الصلوات الدينية في خضم الفوضى، حيث كانت جدران الكنيسة السليمة بمثابة تذكير صارخ بالدمار الذي أحاط بها.
وأظهر مقطع فيديو الدمار الذي لحق بمستشفى الأهلي، حيث ظهر انهيار سقف المستشفى وتناثر الأنقاض على نطاق واسع.
وأفاد مسؤولون صحيون بأن المرضى تم إجلاؤهم وتلقوا العلاج في الخارج، فيما ترك البعض منهم ممددين على أسرة المستشفى في الشوارع.
وقال محمد أبو ناصر، وهو رجل مصاب ترك في العراء يتفقد الدمار: "لم يتبق شيء آمناً".
ويعد هذا الهجوم الخامس على مستشفى الأهلي منذ بدء الصراع.
وتسلط هذه الضربة الضوء أيضًا على نمط أوسع من الغارات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية الطبية في غزة، على الرغم من القوانين الدولية التي تنص على حماية المستشفيات أثناء الصراع.
وفي الأسابيع السابقة، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على مستشفى ناصر في خان يونس إلى مقتل شخصين وإشعال حريق هائل.
ومع استمرار الصراع، أصر الجيش الإسرائيلي على أن حماس تستخدم المستشفيات كغطاء لمقاتليها، على الرغم من أن هذه الادعاءات كانت موضع نزاع على نطاق واسع.
في وقت لاحق من يوم الأحد، أودت غارة جوية إسرائيلية أخرى على سيارة في دير البلح، وسط قطاع غزة، بحياة سبعة أشخاص على الأقل، بينهم ستة أشقاء. كان أصغرهم في العاشرة من عمره فقط. وورد أن الإخوة كانوا يشاركون في توزيع الطعام على الفلسطينيين. وتساءل والدهم، إبراهيم أبو مهدي، متسائلاً: "بأي ذنب قُتلوا؟"
في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، أسفرت غارة أخرى على منزل عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم امرأتان، واحتجاز امرأة حامل تحت الأنقاض. ووصف أحد الجيران، عبد الله دردونة، المشهد قائلاً: "لا مقاومة، ولا حماس، مجرد مدنيين".
وفي وقت لاحق، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى بلدي في دير البلح، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
أسفرت غارة جوية في خان يونس عن مقتل ثلاثة آخرين. وأفاد الجيش الإسرائيلي باستهداف أكثر من 90 موقعًا لحماس خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، بما في ذلك أنفاق ومستودعات أسلحة، وزعم اعتراضه قذيفة أُطلقت من غزة.
اندلعت الحرب المستمرة في أعقاب غزو حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، قطعت إسرائيل كل الإمدادات إلى غزة وتعهدت بإطلاق سراح الرهائن المتبقين، في حين واصلت ضرباتها المتواصلة على غزة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 50 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ بدء الصراع، وأن أكثر من نصف الضحايا من النساء والأطفال.
في غضون ذلك، تصاعدت التوترات خارج غزة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخين من اليمن بعد ظهر الأحد، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.