“عين الصحراء” الموريتانية: لغز علمي يثير حيرة العلماء
“عين الصحراء” في موريتانيا .. الموقع الجيولوجي النادر الذي يستحق حمايةً وتصنيفًا عالميًا
تقع “عين الصحراء” أو “عين أفريقيا” على بُعد قرية قليلة من مدينة ودان في سلسلة جبال آدرار شمال موريتانيا. يتميز هذا الموقع بتشكيل جيولوجي صخري دائري متدرج يبلغ قطره 50 كيلومترًا، وهو يمكن رؤيته من الفضاء. وقد أصبح هذا الموقع علامة بارزة لرواد الفضاء منذ بداية البعثات المأهولة ويظهر بشكلٍ مفصَّل كحلقات.
حديثًا، صادقت الحكومة الموريتانية على مرسوم يهدف لحماية هذا الموقع الذي يتعرض للعديد من الضغوط المتمثلة في نهب تراثه التاريخي وتأثير ذلك على توازنه البيئي وتدهور تربته. وبموجب هذا المرسوم، سيتم تصنيف عين الصحراء كتراث تاريخي وطني وسيتم العمل على تصنيفها كحديقة جيولوجية معترف بها دوليًا.
هناك تفسيرات علمية متعددة لهذا الموقع الجيولوجي النادر. فمنذ اكتشافه في ثلاثينيات القرن الماضي، قدم العلماء فروضًا مختلفة بشأن أصل الموقع. ورغم أن تيودور مونو، عالم الطبيعة الفرنسي الذي اكتشفه، افترض أنه ناتج عن سقوط نيزك فضائي، إلا أن الأدلة العلمية لاحقًا أظهرت أن هذا غير صحيح.
في عام 2008، درس الباحث الكندي غيوم ماتون الموقع واستنتج أن “عين الصحراء” في الواقع هي قبة جيولوجية ناتجة عن انصهار عظيم تحت الأرض.
تُعتبر “عين الصحراء” من أهم المواقع الجيولوجية العالمية، وتحمل قيمة علمية عالية. وقد صنفت من قبل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية كواحدة من أبرز 100 موقع من مواقع الموروث الجيولوجي في العالم. وتتميز بوجود صخور نادرة مثل الغابرو والكاربوناتيت والكيمبيرلايت.
وإلى جانب قيمتها العلمية، تشكل “عين الصحراء” أيضًا فرصة سياحية كبيرة. يقصدها العديد من السياح والباحثين ومحبي المواقع الأثرية والجيولوجية النادرة، وهذا يعزز اقتصاد مدينة ودان وقطاع السياحة فيها.
بعد صدور المرسوم الذي يهدف لحماية الموقع، سيتم تحديد نظام حمائي مناسب وجرد وحفظ الموروث الجيولوجي لعين الصحراء. ومن المتوقع أن يتم تسجيلها كإرث تراثي عالمي في المستقبل.