
يستورد المستوطنون غير الشرعيين العنف الشبيه بغزة إلى مدن الضفة الغربية
لا يزال الفلسطينيون في قرية المغير بالضفة الغربية المحتلة يواجهون صدمة ليلة الرعب التي وقعت يوم السبت عندما شن المستوطنون الإسرائيليون غير الشرعيين، المحميين من قبل الجيش الإسرائيلي، هجمات غير مسبوقة تذكرنا بالاضطرابات التي تشهدها غزة.
وتعاني القرية الواقعة على المنحدرات الشرقية للضفة الغربية من أعمال العنف.
وفي خضم هذه الفوضى، فقد فلسطيني حياته، وأصيب كثيرون، بينما أضرمت النيران في المنازل والمركبات خلال هجوم المستوطنين غير الشرعيين.
وأدى فرض الجيش الإسرائيلي لنقاط التفتيش إلى تشديد الحصار على المغير منذ يوم السبت، حيث أصبحت جثث المركبات المتفحمة تشير الآن إلى مدخل البلدة من قرية أبو فلاح.
وقال كاظم الحاج محمد، ناشط مقاومة الاستيطان في المغير: "عشنا ليلة مرعبة وكارثية نتيجة اعتداءات المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي".
وقال للأناضول، إن "أكثر من 15 مركبة احترقت في القرية، كما احترقت عدة منازل بشكل جزئي، كما تم إحراق وتدمير بركسات لتربية الأغنام".
وأشار محمد إلى أن الهجمات أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأكد أن المستوطنين غير الشرعيين ينفذون أجندة الحكومة الإسرائيلية القائمة على طرد السكان والاستيلاء على الأراضي.
وأشار إلى بؤر استيطانية سكنية وبؤر رعوية أخرى، قائلا: "إنهم يسيطرون على كل شيء، ويمنعون الأهالي من الوصول إلى أراضيهم، ويمنعون الرعاة من رعي مواشيهم".
وقال الفلسطيني أسامة جبر أبو عليا لوكالة الأناضول إن "نحو 1500 مستوطن، معظمهم يحملون أسلحة، هاجموا السكان، فماذا يمكننا أن نفعل؟"
وقال "لسنا أفضل من أهلنا في قطاع غزة"، مضيفا أن "بيوتنا احترقت ولم يبق من مركباتنا شيء".
وأضاف "أصيب ثلاثة من إخوتي بالرصاص، كما أصيب أربعة من أبنائي ونقلوا للعلاج".
وقالت علياء "ما حدث لا يمكن تصوره. لقد استهدفوا المنازل والناس والأشجار وحتى الحيوانات، وتم إعدام بعضها".
وأضاف أن المستوطنين صادروا 50 رأسًا من الأغنام تعود ملكيتها لأبناء عمومته.
وأضافت علياء: "بالكاد تمكنا من إخراج العائلة، وإلا لكانوا قد قُتلوا".
وقال تامر أبو عليا، وهو أحد سكان القرية، لوكالة الأناضول: "نحن ممتنون لأن عائلاتنا بخير".
وأشار إلى أن المستوطنين غير الشرعيين أحرقوا مركبتين يملكهما وأجزاء من منزله.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في محافظة رام الله والبيرة، في بيان صحفي، إلى الحفاظ على "حالة الاستنفار واليقظة الدائمة والمستمرة لإحباط المخططات الخبيثة" الهادفة إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.
كما دعا إلى "إحباط محاولات المستعمرين ترويع القرى والبلدات الفلسطينية بأبشع صور الإرهاب والتوحش"، إضافة إلى "اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لتزويد القرى والبلدات بمقومات البقاء والصمود، و واتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الجرائم والأعمال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
تشهد بلدة المغير شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ساعات دامية بعد أن هاجمها مئات المستوطنين مساء السبت.
وتصاعدت التوترات في جميع أنحاء الأراضي المحتلة وسط الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي خلفت ما يقرب من 33800 قتيل منذ هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر.
وقتل ما لا يقل عن 468 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ ذلك الحين، بحسب وزارة الصحة.