
يجب أن تكون القيود التجارية التي تفرضها تركيا ضد إسرائيل قدوة: البروفيسور
قال أكاديمي بارز في مقابلة مع وكالة الأناضول إن قرار تركيا بفرض قيود على التصدير إلى إسرائيل يمثل خطوة مهمة، مما يشير إلى حاجة الدول الأخرى في المنطقة إلى أن تحذو حذوها.
يرى محمد شهاب الدين، أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان في جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، أن أشكال الضغط السياسي مثل الاحتجاجات ضد إسرائيل هي حافز للتغيير.
وقال "التعبئة الجماهيرية هي مثال على هذا الضغط السياسي. وهذا ما سيحدث تغييرا. وهذا الضغط سيدفع النخب السياسية والجهات الفاعلة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة".
وشدد شهاب الدين على أن قرار تركيا بفرض قيود تجارية على إسرائيل في 9 أبريل كان خطوة مهمة للغاية، وأعرب عن أمله في أن يكون مثالاً لدول المنطقة لاتخاذ نفس الخطوة.
وأعلنت وزارة التجارة في 9 أبريل أن إجراءات قيود التصدير ستنطبق على تصدير المنتجات من 54 فئة مختلفة، بما في ذلك الحديد والرخام والصلب والأسمنت والألمنيوم والطوب والأسمدة ومعدات ومنتجات البناء ووقود الطائرات وغيرها.
وأضاف أن "هذا القرار سيظل ساريا حتى تعلن إسرائيل بشكل عاجل، بموجب التزاماتها الناشئة عن القانون الدولي، وقف إطلاق النار في غزة وتسمح بتدفق المساعدات الإنسانية الكافية دون عوائق إلى قطاع غزة".
ونددت تركيا بحملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أشهر على غزة، والتي خلفت، بحسب السلطات الصحية المحلية، ما لا يقل عن 34 ألف قتيل.
وقد دعت أنقرة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعمت الخطوات الرامية إلى محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية وأرسلت آلاف الأطنان من المساعدات لسكان غزة.
وانتقد أستاذ القانون إسرائيل لكونها الدولة الأكثر انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى.
وسلط شهاب الدين الضوء على التطبيق الانتقائي للقانون الدولي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدول القوية، مما يشير إلى أن الدول ذات النفوذ غالباً ما تفلت من المساءلة عن أفعالها.
وأضاف: "أعتقد أن هذا أقنع دولة إسرائيل بطريقة أو بأخرى بأنها تستطيع الإفلات من معظم انتهاكات القانون الدولي".
وفي إشارة إلى الطبيعة المنافقة للقانون الدولي، قال البروفيسور إنه بينما يعمل عندما يتعلق الأمر بالدول القوية، فإنه لا يعمل عندما يتعلق الأمر بحماية الناس من "الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان".
وقال "القانون الدولي كان أداة للاستعمار. واليوم هو أداة للإمبريالية".
كما انتقد شهاب الدين المحكمة الجنائية الدولية لعدم اتخاذ إجراءات ملموسة ضد المسؤولين الإسرائيليين على الرغم من وجود أدلة مقنعة على الفظائع المرتكبة في قطاع غزة.
وشدد على أن نفس المؤسسة تصرفت بسرعة في حرب أوكرانيا بدعم من الدول الغربية، ويجب على المحكمة الجنائية الدولية أن تفعل الشيء نفسه في قضية غزة.
"عندما يتعلق الأمر بنية الإبادة الجماعية، كان ينبغي أن يكون الموقف الطبيعي للمحكمة الجنائية الدولية على الفور هو التحرك ضد الأفراد الذين حددتهم محكمة العدل الدولية (في محاكمتها في غزة). لكنها لم تفعل شيئا، وهذه هي المشكلة. إنه غياب تام للإرادة السياسية والاهتمام".
قرار مجلس الأمن
ووجه شهاب الدين انتقاداته لمجلس الأمن الدولي الذي قال إنه أصبح "مكانا للدراما والمساومات السياسية بدلا من احترام القانون الدولي".
وأضاف "هناك قرار يطالب بوقف إطلاق النار (في غزة) لكنني لا أرى أنهم يتقدمون خطوة واحدة إلى الأمام لتطبيقه فعليا".
وشدد شهاب الدين على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات أو تغيير تصرفاتها بشكل جذري، قائلا إن "الحلفاء الأقوياء" يمكن أن يؤثروا على سلوك إسرائيل.
وقال إنه يتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية "أحكاما قانونية قوية" في الأيام المقبلة، مضيفا أنها "يجب أن تجبر دول الغرب على الأقل على إعادة التفكير في مواقفها تجاه إسرائيل".