استهدفت غارة جوية إسرائيلية مخيما داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وسط غزة، الأحد، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين وإصابة 15 آخرين.
واستهدفت الغارة واحدة من عدة خيام في ساحة المستشفى، حيث لجأ الآلاف إلى المأوى بعد فرارهم من منازلهم في المنطقة التي مزقتها الحرب.
وشهد الصحفيون الذين يعملون من الخيام القريبة الغارة وتداعياتها، دون تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وتشن القوات الإسرائيلية غارات على مستشفيات غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، متهمة حماس وجماعات أخرى بالعمل داخل المنشآت الطبية وحولها.
وتقول العائلات الفلسطينية التي فرت من المنطقة، بما في ذلك العديد ممن نزحوا بالفعل في وقت سابق من الحرب، إن الجنود الإسرائيليين أمروهم بالسير جنوباً بعد أيام من القتال العنيف.
فثلث مستشفيات غزة فقط تعمل بشكل جزئي، على الرغم من أن الغارات الإسرائيلية تقتل وتجرح العشرات من الأشخاص كل يوم.
ويقول الأطباء إنهم يضطرون في كثير من الأحيان إلى علاج المرضى في طوابق المستشفى لأن جميع الأسرة مشغولة، ويعملون بدون أدوية التخدير وغيرها من الإمدادات الطبية الحيوية.
وقال فريق دولي من الأطباء الذين زاروا مؤخرا مستشفى شهداء الأقصى، حيث وقعت غارة يوم الأحد، إنهم شعروا بالرعب من التأثير المروع للحرب على الأطفال الفلسطينيين.
بدأت الحرب في أعقاب توغل حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة معهم إلى غزة.
وتم إطلاق سراح أكثر من 100 أسير العام الماضي مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.
ردت إسرائيل على الهجوم بواحدة من أكثر الحملات العسكرية فتكاً وتدميراً في التاريخ الحديث، وهي الحملة التي أدت إلى نزوح حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن منازلهم.
وحذرت الأمم المتحدة وشركاؤها من احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة المدمر والمعزول إلى حد كبير في وقت مبكر من هذا الشهر.
ويقول مسؤولون إنسانيون إن عمليات التسليم عن طريق البحر والجو ليست كافية وإن على إسرائيل أن تسمح بتقديم المزيد من المساعدات عن طريق البر.
وأمرت المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بفتح المزيد من المعابر البرية واتخاذ إجراءات أخرى لمعالجة الأزمة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد أن عدد القتلى بين الفلسطينيين وصل إلى 32782 على الأقل منذ بدء الحرب.
ومن بين القتلى ما يقرب من ثلثي النساء والأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل 77 جثة إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وتحاول الولايات المتحدة وقطر ومصر التوسط في وقف آخر لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن منذ يناير/كانون الثاني.
وتطالب حماس بأن يؤدي أي اتفاق من هذا القبيل إلى إنهاء الحرب وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية.
وقد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المطالب وقال إن إسرائيل ستواصل القتال حتى تدمر حماس.
لكنه يتعرض لضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق من عائلات الرهائن، الذين انضم بعضهم إلى المظاهرات الحاشدة المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة ليحل محله.
استؤنفت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة يوم الأحد، دون توقعات تذكر بتحقيق أي انفراجة.