
معرض "وجوه من بلدي".
دمشق-سانا
تستضيف صالة “عشتار” الفنية في دمشق معرض “وجوه من بلدي”، الذي يروي قصصاً إنسانية لسوريين عاشوا تجربة اللجوء خلال سنوات الثورة، من خلال أعمال فنية تجمع بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي. عُرض المعرض لأول مرة في باريس خلال شهر تشرين الأول الماضي.
المعرض يُقام بمشاركة الفنان التشكيلي أسعد فرزات، المقيم في سويسرا، والمصور الفوتوغرافي سامي درويش، القادم من فرنسا. يضم المعرض 13 لوحة تشكيلية بأسلوب واقعي تعبيري لفرزات و23 عملاً فوتوغرافياً لدرويش، تتشابه في الطرح الإنساني وتتنوع في التقنيات الفنية، لتقدم بانوراما درامية تحكي عشرات القصص عبر ملامح وجوه سورية.
وفي تصريح لـ “سانا الثقافية”، أوضح الفنان فرزات أن مشروعه الفني بدأ “كرحلة بحث عن الهوية في وجوه غادرتنا ولم تعد”، مشيراً إلى أن الأعمال “تحمل خريطة من الألم والدهشة، مُطعّمة بلون البحر تارةً، وبأثر البارود تارةً أخرى”. وأضاف: “التقيتُ مع سامي درويش على خيط إنساني وفني مشترك، رغم تباعد الأجيال، لتعود بعض هذه الوجوه إلى موطنها الأصلي”.
من جانبه، أكد الفنان درويش أن المشروع يُجسّد فكرة التعايش واحترام الاختلافات كـ “طريقة عيش لا مجرد شعار”، مشيراً إلى أن أعماله التصويرية تسعى إلى “ترميم ما دُمّر عبر اقتناص معجزة التعويض عن الغائبين”. وأضاف: “اخترتُ الوجوه كرسالة لدعم سوريا الجامعة لمكوناتها حيث الاختلاف مصدر غنى، والإنسانية لا تتجزأ”.
بدوره، أكد الفنان عصام درويش، مدير صالة عشتار، أن استضافة المعرض تأتي تقديراً لتميّز تجربتَيْ الفنانين: “فرزات الذي يرصد تحولات الوجوه السورية بتأثيرات الواقع، ودرويش الذي يمتلك عيناً قادرة على التقاط المكنونات عبر تناغم الضوء والظل”. يستمر المعرض حتى 9 نيسان الجاري، ويجسد رؤيةً فنيةً مشتركةً تزاوج بين التشكيل والضوء، ليكون شاهداً على قدرة الفن على تجاوز الجغرافيا وحفظ الذاكرة الجمعية لشعبٍ يواصل كتابة قصته بلون الإصرار.