تواصل بلدية الفاتح في إسطنبول المساهمة في الحياة الأكاديمية والثقافية من خلال تنشيط الهياكل التاريخية. وكجزء من هذه الرؤية، توفر مدرسة داود باشا التي تم ترميمها مساحة عمل واجتماع ملهمة لطلاب الدراسات العليا والأكاديميين والباحثين، وتجمع بين الطابع التاريخي والمرافق الأكاديمية الحديثة.
مؤكدًا على أهمية دمج المدرسة في الحياة الأكاديمية، صرح عمدة الفاتح م. أرجون توران: "إن الفاتح ليست عاصمة التراث التاريخي فحسب، بل هي أيضًا أحد مراكز العلوم والفنون والثقافة. من خلال ترميم مدرسة داود باشا بما يتماشى مع معالمها التاريخ الغني، قمنا بتحويلها إلى مركز يلبي احتياجات العالم الأكاديمي الحديث، لقد خلقنا بيئة حيث يمكن للأكاديميين والباحثين الشباب العمل بحرية، وإنتاج المعرفة ومشاركتها في الماضي. مدرسة داود باشا سوف تستمر في العمل كمركز أكاديمي مهم يحمل آثار الماضي إلى المستقبل."
تعتبر المدرسة جزءًا أساسيًا من التراث التاريخي الغني لمدينة الفاتح، وقد تم ترميمها إلى شكلها الأصلي وتحويلها إلى مركز يستجيب للاحتياجات الأكاديمية الحديثة. يوفر المبنى مناطق دراسية فردية، وإمكانية الوصول إلى الكمبيوتر والإنترنت، ودعم الأطروحات، وخدمات التصوير المجانية، ويوفر بيئة هادئة وفعالة لطلاب الدراسات العليا والدكتوراه، وكذلك الأكاديميين.
كما يتم تقديم المرطبات الخاصة على مدار اليوم وغرف الدراسة الخاصة لثلاثة أشخاص لمساعدة الطلاب والأكاديميين على مواصلة عملهم في بيئة مريحة. بهذه الطريقة، تتجاوز المدرسة مجرد الاستجابة للاحتياجات الأكاديمية وتخلق جسرًا بين التاريخ والحداثة.
لا يقتصر المكان على مناطق الدراسة الفردية؛ كما أنها تستضيف الأحداث الأكاديمية وورش العمل والمحادثات. تشجع هذه الأنشطة الباحثين من مختلف التخصصات على الاجتماع وتبادل المعرفة. توفر هذه البرامج، التي يحضرها طلاب الدراسات العليا والدكتوراه بالإضافة إلى الأكاديميين الخبراء، منصة لتحويل المعرفة النظرية إلى ممارسة.
يساهم هذا المشروع، الذي نفذته بلدية الفاتح بدقة، بشكل كبير في العمل الأكاديمي والحفاظ على التراث التاريخي. تم تحديث المبنى مع الحفاظ على النسيج المعماري لمدرسة داود باشا، وهو يخدم العالم الأكاديمي اليوم مع الحفاظ على آثار الماضي حية.
تهدف المدرسة إلى جذب الانتباه من خلال الفعاليات والمؤتمرات التي تهم الأكاديميين المحليين والدوليين. بالإضافة إلى مساحات العمل الفردية، يوفر المكان أيضًا مساحة للفعاليات الجماعية، مما يشجع على نمو الأفكار الجديدة ونشر المعرفة الأكاديمية على نطاق أوسع.
يوضح التجديد مرة أخرى التزام بلدية الفاتح بالحياة الأكاديمية والثقافية. هذا المشروع، الذي يمزج بين العناصر التاريخية والحديثة، لا يوفر بيئة عمل مثالية لطلاب الدراسات العليا والأكاديميين فحسب، بل يعزز أيضًا جاذبية فاتح الأكاديمية. وكمثال مهم لدمج التراث التاريخي مع الحياة الأكاديمية الحديثة، فإن مدرسة داود باشا لن تعزز مكانة الفاتح فحسب، بل أيضًا مكانة تركيا في العالم الأكاديمي من خلال الأحداث الدولية المستقبلية.