قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد إن أكثر من 415 ألف نازح في قطاع غزة لجأوا إلى مدارس الأمم المتحدة التي تحولت إلى ملاجئ.
وفي بيان مشترك على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت الأونروا شهادة عائشة، إحدى النساء الغزيات العديدة اللاتي احتمين في إحدى المدارس.
وعبرت عائشة عن إرهاقها قائلة: "هذا المكان مخصص للتعليم وليس للسكن".
وأضافت "إننا نعاني بشدة في ظل الظروف الصحية التي نعيشها، والظروف الاقتصادية، والصراع من أجل تأمين الغذاء والشراب، فلا يوجد دعم ولا مساعدة".
وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن "مئات الآلاف يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف أسوأ في ملاجئ مؤقتة".
وكان من المفترض أن تبدأ الدراسة في سبتمبر/أيلول هذا العام، لكن عمليات الإبادة الجماعية والتشريد التي ارتكبتها إسرائيل، مع تنفيذ 64 هجوما على المدارس التي تحولت إلى ملاجئ في أكتوبر/تشرين الأول وحده، تجعل هذا مستحيلا، وفقا لليونيسف.
انضم أكثر من 57 ألف طالب في الصف الأول إلى 658 ألف طفل حُرموا بالفعل من سنة دراسية كاملة.
التعليم معوق
لأول مرة منذ عقود، لم يتمكن أي خريج من استكمال متطلبات التخرج.
وأفادت منظمة اليونيسيف أن ما لا يقل عن 64 هجوما على المدارس ـ أي ما يقرب من هجومين يوميا ـ سُجِّل في قطاع غزة في شهر أكتوبر/تشرين الأول. وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 128 شخصا في هذه الهجمات، كثير منهم من الأطفال.
وبإحداث هذه الهجمات يرتفع إجمالي عدد الهجمات المماثلة إلى 226 منذ بدء الصراع في العام الماضي. وفي المجمل، نزح أكثر من مليون طفل خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: "لا ينبغي أن تكون المدارس على الخطوط الأمامية للحرب، ولا ينبغي أبداً أن يتعرض الأطفال للهجوم بشكل عشوائي أثناء بحثهم عن مأوى".
"إن الأهوال التي نشهدها في غزة تشكل سابقة مظلمة للإنسانية، حيث يتعرض الأطفال لقصف بالقنابل بأعداد قياسية أثناء بحثهم عن الأمان داخل الفصول الدراسية. لقد أصبحت الصدمة والخسارة من الأمور المعتادة في حياتهم اليومية".
وبالإضافة إلى المأوى، توفر بعض المدارس أيضًا نقاط علاج سوء التغذية لمن يحتاجون إليها.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، تعتبر المدارس أماكن محمية. ومع ذلك، منذ اندلاع الأعمال العدائية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم تدمير أكثر من 95% من المدارس في غزة جزئيًا أو كليًا. وسوف تتطلب 87% على الأقل من هذه المدارس إعادة بناء كبيرة قبل أن تتمكن من العمل مرة أخرى.
أدت الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ اجتياح حماس للقطاع في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى مقتل أكثر من 44400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.