أصابت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار، الخميس، مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، ما أدى إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عاما على كرسي متحرك وإصابة 12 آخرين على الأقل، بما في ذلك الطاقم الطبي، وفقا لوزارة الصحة في غزة ومدير المستشفى.
ويقع مستشفى كمال عدوان في منطقة كثفت فيها القوات الإسرائيلية هجومها، وهو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا، وسط حصار مدمر أدى إلى قطع المساعدات الإنسانية خلال الشهرين الماضيين.
ويأتي هذا الهجوم الأخير في أعقاب موجة أوسع من أعمال العنف.
وفي وقت سابق، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وزعمت أنها تستهدف المدنيين عمدا من خلال الغارات الجوية، وتدمير البنية التحتية الحيوية، ومنع تسليم المساعدات الأساسية.
لكن إسرائيل تؤكد أنها تتخذ إجراءات واسعة النطاق لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين أثناء قتالها لأعضاء حماس.
منذ اندلاع الصراع بعد توغل حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز نحو 250 آخرين كرهائن، كانت الخسائر الإنسانية في غزة كارثية.
وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقل عن 44500 فلسطيني، وتشكل النساء والأطفال أكثر من نصف الضحايا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتؤكد إسرائيل أنها قتلت أكثر من 17 ألف عضو من حركة حماس، على الرغم من أنها لم تقدم أدلة تدعم هذا الادعاء.
ضربت موجة أخرى من العنف قطاع غزة يوم الجمعة.
قُتل 25 فلسطينياً على الأقل عندما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل في شمال وجنوب قطاع غزة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى بيت لاهيا، وأخلت المرضى والجرحى، وسط عمليات عسكرية متواصلة في المنطقة.
وأفاد شهود عيان أن إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي وقع في محيط المنشأة، فيما تقدمت الآليات الإسرائيلية تحت قصف عنيف.
وفي حادث منفصل، استهدفت غارات إسرائيلية مدرسة الرفيع في جباليا، ما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخر.
وكانت المدرسة تؤوي مدنيين نازحين. وفي جنوب غزة، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على خربة العدس إلى مقتل ثلاثة وإصابة آخرين.
ولا يبدو أن الصراع سيتراجع.
شنت إسرائيل عملية برية واسعة النطاق في شمال غزة في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة احتلال المنطقة وتهجير سكانها بالقوة.
وتقول السلطات الصحية المحلية إن أكثر من 3500 شخص قتلوا أو فقدوا في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة.
ومع استمرار الهجوم الإسرائيلي، يظل اهتمام المجتمع الدولي منصبا على سلوك إسرائيل.
وفي الشهر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
علاوة على ذلك، تواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب أفعالها في غزة.