
اقتربت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة من 2400 يوم الأحد، في حين أطلق المسعفون ناقوس الخطر من احتمال وفاة آلاف آخرين في المستشفيات المكتظة.
وعدلت وزارة الصحة في غزة عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية إلى 2329، في حين ارتفع عدد الجرحى أيضا إلى 9042.
وتجاوز عدد القتلى يوم الأحد عدد القتلى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عام 2014، عندما قُتل 2251 فلسطينيا، من بينهم 1462 مدنيا، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
واستمرت تلك الحرب ستة أسابيع، وقُتل فيها 74 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، بينهم ستة مدنيين.
في غضون ذلك، ألحق اندلاع العنف أضرارا كبيرة بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث قتل 56 فلسطينيا برصاص إسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد.
وكان آخر ضحية فلسطينيا أطلق عليه جنود إسرائيليون النار في شمال الضفة الغربية.
اندلعت أعمال العنف الأخيرة في 7 أكتوبر عندما شنت القوات الإسرائيلية هجوما جويا عشوائيا على قطاع غزة، ردا على التوغل المفاجئ للأراضي الإسرائيلية المجاورة من قبل حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
الآلاف في خطر
حذر مسعفون في غزة يوم الأحد من أن الآلاف قد يموتون بسبب نقص الوقود والإمدادات الأساسية في المستشفيات المكتظة بالجرحى في ظل "الحصار الكامل" الذي تفرضه إسرائيل.
وتمركزت القوات الإسرائيلية، بدعم من انتشار متزايد للسفن الحربية الأمريكية في المنطقة، على طول حدود غزة وأجرت تدريبات استعدادا لما قالت إسرائيل إنها حملة واسعة النطاق لتفكيك جماعة المقاومة.
ومن المتوقع أن ينفد وقود المولدات من المستشفيات خلال يومين، بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن ذلك سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر. توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بسبب نقص الوقود بعد أن أغلقت إسرائيل بشكل كامل المنطقة التي يبلغ طولها 40 كيلومترا (25 ميلا) في أعقاب هجوم حماس.
في مستشفى ناصر، في مدينة خان يونس الجنوبية، تمتلئ غرف العناية المركزة بالمرضى الجرحى، معظمهم من الأطفال دون سن الثالثة. وقد وصل مئات الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة نتيجة الانفجار إلى المستشفى، حيث من المتوقع أن يتم تشغيل الوقود. وقال الدكتور محمد قنديل، استشاري مجمع الرعاية الحرجة، إن الخروج بحلول يوم الاثنين.
هناك 35 مريضًا في وحدة العناية المركزة يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي و60 آخرين يحتاجون إلى غسيل الكلى. وأضاف أنه إذا نفد الوقود، "فهذا يعني أن النظام الصحي بأكمله سيتم إغلاقه"، بينما يئن الأطفال من الألم في الخلفية. "جميع هؤلاء المرضى معرضون لخطر الموت إذا انقطعت الكهرباء".
وقال الدكتور حسام أبو صفية، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، إن المستشفى لم يتم إخلاء المستشفى رغم الأوامر الإسرائيلية. وقال إن هناك سبعة أطفال حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة موصولين بأجهزة التنفس الصناعي. "لا يمكننا الإخلاء، وهذا يعني الموت لهم وللمرضى الآخرين الذين تحت رعايتنا".
ويستمر وصول المرضى بأطراف مقطوعة وحروق شديدة وإصابات أخرى تهدد حياتهم. وقال "إنه أمر مخيف".
وقال مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الأكبر في القطاع، إنه سيدفن 100 جثة في مقبرة جماعية كإجراء طارئ بعد أن امتلأت المشرحة، ولم يتمكن الأقارب من دفن أحبائهم. وتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص الباحثين عن الأمان في مجمع المستشفى.
وكانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية بسبب النقص المتزايد في المياه والإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي. ومع إغلاق بعض المخابز، قال السكان إنهم لم يتمكنوا من شراء الخبز. كما قطعت إسرائيل المياه، مما أجبر الكثيرين على الاعتماد على الآبار قليلة الملوحة.
وأمرت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني – أي ما يقرب من نصف سكان المنطقة – بالتحرك جنوبا. ويقول الجيش إنه يحاول إخلاء المدنيين قبل حملة واسعة النطاق ضد حماس في الشمال.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن النزوح الجماعي داخل غزة، إلى جانب الحصار الإسرائيلي الكامل، سوف يسبب معاناة إنسانية لا توصف. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عملية الإخلاء "قد تكون بمثابة حكم بالإعدام" على أكثر من 2000 مريض في المستشفيات الشمالية.
وقال الجيش يوم الأحد إنه لن يستهدف طريقا واحدا جنوبا بين الساعة 10 صباحا حتى 1 بعد الظهر، وحث الفلسطينيين مرة أخرى على مغادرة الشمال بشكل جماعي. عرض الجيش ممرين ونافذة أطول في اليوم السابق. وتقول إن مئات الآلاف فروا بالفعل إلى الجنوب.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو مليون شخص نزحوا في غزة خلال أسبوع واحد.