
حماس وإسرائيل تتبادلان اللوم مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار في غزة
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات، حيث ألقى كل منهما باللوم على الآخر في عرقلة المفاوضات بشأن هدنة في غزة واتفاق إطلاق سراح الرهائن، على الرغم من أن المناقشات لا تزال مستمرة.
وبينما كانت إيران تستعد للانتقام من إسرائيل بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ رداً على الهجوم الأخير في دمشق، أعلنت حماس أنها استجابت لاقتراح وقف إطلاق النار الأخير.
ورغم أن الحركة الفلسطينية لم ترفض بشكل صريح مسودة الاتفاق، إلا أنها كررت مطالبها بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو الموقف الذي عارضه المسؤولون الإسرائيليون باستمرار.
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد عزمه على شن غزو بري على رفح، آخر مدينة في غزة لم تواجه مثل هذا العمل بعد، والتي تعتبرها إسرائيل آخر معقل كبير لحماس.
وقد ألقى نتنياهو اللوم بشكل مباشر على حماس لكونها العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال إن "الحكومة والقوات الأمنية متحدة في معارضتها لهذه المطالب التي لا أساس لها"، مضيفا أن حماس "رفضت أي اتفاق وأي اقتراح تسوية".
وقال جهاز الموساد الإسرائيلي يوم الأحد في بيان أصدره مكتب نتنياهو إن حماس رفضت الاقتراح وقالت إنه "يثبت" أن زعيم حماس يحيى السنوار "لا يريد اتفاقا إنسانيا وعودة الرهائن".
وقال الموساد إن السنوار "يواصل استغلال التوتر مع إيران" ويهدف إلى "تصعيد عام في المنطقة".
وجاءت هذه التصريحات قبل ساعات فقط من إطلاق إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل، وتم اعتراض الغالبية العظمى منها، وفقا لإسرائيل.
ليس في طريق مسدود
وقال الموساد إن إسرائيل "ستواصل العمل على تحقيق أهداف الحرب ضد حماس بكل قوتها وستبذل كل جهدها لإعادة الرهائن من غزة".
وعلى الرغم من الفجوة الواضحة بين الجانبين، فإن المحادثات، التي تتوسط فيها مصر والولايات المتحدة وقطر، مستمرة في العاصمة المصرية.
وقال حسني عبيدي من مركز الأبحاث CERMAM، وهو مركز أبحاث مقره جنيف متخصص في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي، إن "المفاوضات ليست في طريق مسدود"، لكن سيتعين على الوسطاء العودة إلى نقطة الرسم.
ويقضي إطار يتم تداوله في القاهرة بوقف القتال لمدة ستة أسابيع ويشهد تبادل حوالي 40 رهينة بمئات الأسرى الفلسطينيين بالإضافة إلى توصيل المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وقال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس إن المراحل اللاحقة من وقف إطلاق النار ستشهد في نهاية المطاف إطلاق سراح جميع الرهائن وسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة ورفع الحصار وإعادة إعمار القطاع.
ومع ذلك، فقد باءت كل محاولة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر بالفشل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، مكنت الهدنة التي استمرت سبعة أيام من تبادل 80 رهينة مقابل 240 سجيناً فلسطينياً، بالإضافة إلى 25 أسيراً تم إطلاق سراحهم خارج آلية الهدنة.
وقد اندلع الصراع الأخير مع توغل حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تدمير حماس، إلى مقتل ما لا يقل عن 33729 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في الأراضي التي تديرها حماس.
كما احتجزت حماس نحو 250 رهينة، ما زال 129 منهم في غزة.
وسحبت إسرائيل معظم قواتها من قطاع غزة في الذكرى السادسة للحرب، ولم تترك سوى لواء واحد في وسط غزة بينما واصلت شن الغارات الجوية والقصف.
وكرر نتنياهو تصميمه على شن غزو بري لرفح حيث يعيش نحو 1.5 مليون من سكان غزة هربا من الحرب رغم معارضة الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل.
كما يواجه ضغوطا متزايدة من الجمهور الإسرائيلي وعائلات الرهائن، مع مظاهرات أسبوعية حاشدة في تل أبيب والقدس تطالب بإنهاء حكومته وعودة الأسرى.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات، حيث ألقى كل منهما باللوم على الآخر في عرقلة المفاوضات بشأن هدنة في غزة واتفاق إطلاق سراح الرهائن، على الرغم من أن المناقشات لا تزال مستمرة. أ…