
حزب الله يشن هجومًا انتقاميًا شاملاً على إسرائيل
أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران عن هجوم كبير، حيث أطلق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية يوم الخميس ردا على مقتل أحد كبار قادته في غارة إسرائيلية.
ويأتي هذا الهجوم الكبير بعد أشهر من المناوشات المستمرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والتي اشتدت بعد توغل حركة حماس، حليفة حزب الله، على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أثار الصراع الأخير في غزة.
ونفذ مقاتلو حزب الله هجوما منسقا باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار، واستهدفوا ست منشآت عسكرية إسرائيلية.
وبالتزامن، نشروا أسراباً من الطائرات المسيرة المفخخة باتجاه ثلاث قواعد إسرائيلية إضافية، كما جاء في البيان الرسمي للحركة.
وكان أحد الأهداف قاعدة إسرائيلية قال المسلحون إنها تضم مقر المخابرات "المسؤول عن الاغتيالات".
وقال حزب الله، الذي أعلن عن المزيد من الضربات حتى المساء، إن الهجمات كانت "جزءًا من الرد على اغتيال" قائده طالب عبد الله يوم الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد ظهر اليوم إن نحو "40 قذيفة أطلقت باتجاه منطقة الجليل ومرتفعات الجولان"، مضيفا أنه تم اعتراض معظمها، في حين أشعل بعضها حرائق.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه في أحد الهجمات بالقرب من قرية المنارة الحدودية، "أصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة وجندي آخر بجروح طفيفة".
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترد بقوة على جميع هجمات حزب الله.
وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر خلال مؤتمر صحفي إن "إسرائيل سترد بالقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله"، متعهدا "باستعادة الأمن على حدودنا الشمالية".
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارة استهدفت منزلاً" في بلدة جناتا، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين.
زيادة الشدة
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة التبادلات عبر الحدود، حيث كثف حزب الله استخدامه للطائرات بدون طيار لمهاجمة مواقع الجيش الإسرائيلي وردت إسرائيل بضربات مستهدفة ضد المسلحين.
وتعهد هاشم صفي الدين، المسؤول البارز في حزب الله، يوم الأربعاء، بأن الجماعة "ستزيد من كثافة وقوة وكمية ونوعية هجماتنا" أثناء حديثه في جنازة عبد الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ الضربة التي "أدت إلى مقتل" عبد الله الثلاثاء، واصفا إياه بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان".
وقال مصدر عسكري لبناني إنه "أهم" قائد في حزب الله قُتل منذ بداية الحرب.
وأدى العنف عبر الحدود إلى مقتل ما لا يقل عن 468 شخصا في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 89 مدنيا.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 15 جنديًا إسرائيليًا و11 مدنيًا قتلوا.
وفي معرض حديثه عن الوضع على طول الحدود – والذي تبذل فرنسا جهودًا دبلوماسية لاحتوائه منذ يناير – قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس إن بلاده والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل معًا لتخفيف التوترات في المنطقة.
وفي حديثه خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا، قال ماكرون إن الدول الثلاث "سوف تمضي قدما في خريطة الطريق التي اقترحناها. وسنفعل الشيء نفسه مع السلطات اللبنانية".
ويتضمن الاقتراح الفرنسي وقف الهجمات على الجانبين وانسحاب المسلحين مسافة 10 كيلومترات (6.21 ميل) من الحدود، بحسب مسؤولين لبنانيين.