أصدرت رابطة الأطباء العالمية تقريرًا تفصيليًا لتحليل الاحتياجات يتناول التحديات التي يواجهها النازحون السوريون العائدون إلى مسقط رأسهم. ويوضح التقرير العقبات التي يواجهها هؤلاء الأشخاص، الذين يسعى الكثير منهم إلى العودة إلى مناطق شمال سوريا، مثل جنوب إدلب وشمال حماة. وقد تأثرت هذه المناطق بشدة بالصراع الدائر. ومع ذلك، فإن المشاركة الاستراتيجية لتركيا والجهود الإنسانية في المنطقة تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل عمليات العودة هذه.
منذ بداية الحرب الأهلية السورية، شاركت تركيا بنشاط في تقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل عودة النازحين السوريين. وكجزء من هذا الدعم المستمر، ساعدت تركيا في إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة.
وفقاً لأحدث تقرير لمنظمة أطباء العالم، يواجه النازحون السوريون في مناطق مثل إدلب وحماة عدة عوائق أمام العودة، بما في ذلك المنازل المدمرة، ونقص البنية التحتية، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية والمخاطر الأمنية الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة. وفي هذا السياق، تعتبر الجهود التي تبذلها تركيا حاسمة في التخفيف من هذه التحديات.
وشدد هاكان بيلجين، رئيس منظمة أطباء حول العالم، على أهمية الدعم المستمر الذي تقدمه تركيا: "منذ عام 2011، عملت منظمة أطباء حول العالم بشكل وثيق مع السلطات المحلية والشركاء الدوليين لتوفير الرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي وخدمات الحماية الاجتماعية. وبالإضافة إلى المساعدات المباشرة، فإن دور تركيا في إعادة بناء المراكز الصحية في حلب وإدلب، فضلاً عن دعم الاقتصادات المحلية، أمر لا غنى عنه. إن مشاركة تركيا أمر أساسي لضمان عملية عودة مستقرة ومستدامة للنازحين السوريين.
ويشير التقرير إلى أن 44% من النازحين في سوريا مستعدون للعودة خلال ستة أشهر إلى سنة إذا تم تحسين الأمن والبنية التحتية. وترتبط المساعدة المستمرة التي تقدمها تركيا في إعادة بناء المنازل وإزالة الألغام واستعادة الخدمات الأساسية ارتباطًا مباشرًا باستعداد هؤلاء العائدين المحتملين للعودة.
كما لعبت تركيا دوراً فعالاً في تشجيع التعاون الدولي في إعادة إعمار سوريا. ويشدد التقرير على أنه من أجل نجاح عملية العودة، يجب أن يتضمن النهج المتعدد القطاعات تجديد البنية التحتية وتوفير الفرص الاقتصادية والبرامج التعليمية للأطفال النازحين. وباعتبارها واحدة من الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، فإن القيادة الاستراتيجية لتركيا في هذه المجالات ضرورية لتعزيز حل طويل الأمد.
ويضمن تعاون تركيا مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية حصول النازحين السوريين على المساعدة التي يحتاجون إليها أثناء عملية العودة. ويؤكد التقرير أيضًا على الحاجة الملحة لمعالجة القضايا الحاسمة مثل إزالة الألغام وتوفير الخدمات العامة الأساسية، وهي المجالات التي شاركت فيها تركيا بنشاط من خلال الدعم المباشر والشراكات.
ومع استمرار تطور الوضع في سوريا، تظل تركيا في طليعة الجهود الرامية إلى دعم النازحين السوريين، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية ولكن أيضًا من خلال تعزيز الاستقرار طويل المدى في المنطقة. ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل جنباً إلى جنب مع تركيا لتوفير الموارد والخبرة اللازمة لمواجهة التحديات المعقدة المتمثلة في إعادة بناء سوريا وضمان عودة آمنة ومستدامة لملايين النازحين.