حث مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة يوم الأربعاء على رفع العقوبات وإجراءات الشطب ضد سوريا، مشددًا على ضرورة تعزيز مسار البلاد نحو التعافي والاستقرار بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وقال أحمد يلدز في جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا "في حين أن نهاية نظام (بشار) الأسد تجلب الأمل للشعب السوري والمنطقة، فإن التحديات المقبلة لا تزال هائلة".
وقال إن السوريين تحملوا "سنوات من المعاناة التي لا يمكن تصورها والدمار واسع النطاق" في ظل نظام الأسد. "يجب أن نضمن المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الأسد".
وقال: "في ضوء الديناميكيات المتغيرة بشكل كبير في سوريا، من الضروري أن نكيف أساليبنا لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوري". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجا بناء وتسهيل عملية انتقال سلسة في سوريا."
وشدد يلدز على الحاجة إلى "إجراءات سريعة وملموسة" لاستعادة الحياة اليومية للسوريين، وقال: "لقد حان الوقت لكي يحول المجتمع الدولي تركيزه من تقديم المساعدات الإنسانية حصريًا إلى الدعم الفعال لتحقيق الاستقرار في سوريا والتعافي المبكر وإعادة الإعمار".
وأضاف: "نعتقد أيضًا أن الوقت قد حان لهذا المجلس للنظر بجدية في رفع العقوبات وإجراءات الشطب من القائمة. ولا يمكن لجهود التعافي وإعادة الإعمار أن تستمر دون اتخاذ إجراءات حاسمة في هذا الصدد".
ورحب بالترخيص العام الذي أصدرته الولايات المتحدة، لكنه قال: "من الضروري توسيع نطاق الإعفاءات وإلغاء القيود الزمنية".
وشدد المبعوث التركي على القضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا. لا مكان للمنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وداعش في سوريا».
وفي معرض تأكيده على التزام تركيا بمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي، حث يلدز المجلس أيضًا على "تبديد الوهم بأن وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية منفصلة عن حزب العمال الكردستاني".
وقال "لقد فشلت جهود إعادة صياغة حزب العمال الكردستاني. لا يمكن أن تكون هناك سوريا مسالمة ومزدهرة بينما يواصل حزب العمال الكردستاني احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي السورية".
وطالب يلدز حزب العمال الكردستاني الإرهابي بإنهاء سيطرته على موارد الغاز الطبيعي والنفط في سوريا وإعادتها إلى "أصحابها الشرعيين: الشعب السوري".
وأضاف أن "القضاء على الإرهاب شرط أساسي لبناء مؤسسات سوريا المسالمة والموحدة سياسيا".
كما أدان العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، وأشار إلى أن "مثل هذه الأعمال تنتهك وحدة الأراضي السورية وتقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة".
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لهذه الأعمال غير القانونية.
ودعا يلدز المجتمع الدولي إلى الانخراط بشكل بناء مع الحكومة السورية الجديدة وتعهد بأن تستمر تركيا في دعم تعافي البلاد.
وأضاف "من جانبها، ستواصل تركيا لعب دور رئيسي في استعادة الحياة الطبيعية للشعب السوري الشقيق. ولن ندخر جهدا في دعم إعادة بناء البنية التحتية المؤسسية والاقتصادية والمادية في سوريا".