
بعد مرور 3 أسابيع على أزمة غزة، يعاني الفلسطينيون وسط الهجوم الإسرائيلي
ارتفع عدد القتلى في الهجوم الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين منذ ثلاثة أسابيع إلى 7326 شخصا، وفقا لإعلان وزارة الصحة في غزة يوم الجمعة.
وقد شارك أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، هذه المعلومات المدمرة خلال مؤتمر صحفي.
وأكد أن من بين الضحايا 3038 طفلا بريئا و1726 امرأة و414 من كبار السن.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب 18484 مواطنًا بجروح خطيرة في أعمال العنف التي اجتاحت المنطقة.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن القدرة أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات القليلة الماضية فقط، كان مسؤولاً عن 41 مجزرة مروعة، أدت إلى فقدان 298 شخصًا، مع تهجير العديد من الضحايا قسراً إلى جنوب غزة. قطاع غزة، وهي منطقة تعتبرها السلطات الإسرائيلية “آمنة”.
كما اتهم إسرائيل بارتكاب عمدًا 772 مذبحة مروعة ضد العائلات، وشارك في التقرير المروع عن 1700 فرد مفقود، بما في ذلك 940 طفلاً ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
ومما زاد من المعاناة كشف القدرة أن 104 من الطواقم الطبية استشهدوا و25 سيارة إسعاف أصبحت الآن خارج الخدمة بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة. كما تم الكشف عن استهداف 57 مؤسسة صحية بشكل متعمد، مما أدى إلى توقف 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن العمل بسبب الاستهداف أو عدم توفر الوقود.
وقد استمر هذا الوضع المأساوي رغم ما يقرب من ثلاثة أسابيع من القتال المتواصل الذي اندلع عندما شنت حماس هجمات على إسرائيل من غزة.
ومع استمرار الأزمة، أصدرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدة على الوضع الإنساني المتردي الناجم عن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة.
دعا المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بشكل عاجل إلى تقديم مساعدات “هادفة وغير منقطعة” للوصول إلى الأراضي المحاصرة، وكشف عن أن 57 من موظفي الوكالة فقدوا حياتهم بشكل مأساوي خلال هذا الصراع الوحشي.
وفي خضم أعمال العنف المستمرة، قامت القوات العسكرية الإسرائيلية بتوغل ثانٍ في وسط غزة، بدعم من المشاة بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كرر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تستعد لهجوم بري. كما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث حذرت واشنطن طهران من أي تصعيد إضافي.
ضربت الولايات المتحدة منشآت في سوريا تدعي أنها تستخدم من قبل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. ونشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات بالقرب من إسرائيل لردع إيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، من توسيع الصراع.
جرائم حرب
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء جرائم الحرب المحتملة التي يرتكبها الجانبان في هذا الصراع المدمر. وشددت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شمداساني، على ضرورة إنشاء محكمة قانونية مستقلة لتقييم ما إذا كانت جرائم حرب قد ارتكبت.
أصدرت حماس قائمة تضم ما يقرب من 7000 اسم وهوية لأولئك الذين فقدوا أرواحهم في الغارات الإسرائيلية، مما دحض الشكوك الأخيرة التي أبداها الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن هذه الأرقام.
وقالت الحركة الفلسطينية أيضًا إن ما يقرب من 50 رهينة إسرائيليًا كانوا محتجزين في غزة قتلوا خلال الغارات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وتقدم لازاريني من الأونروا لدعم أرقام وزارة الصحة في غزة، مؤكدا على مصداقيتها على أساس الصراعات الماضية.
منظمة الصحة العالمية تدعو للمساعدة
وتستمر الخسائر البشرية في الارتفاع، حيث كشفت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات الرئيسية الـ 12 في غزة تحتاج إلى إمدادات يومية لا تقل عن 94,000 لتر (حوالي 25,000 جالون) من الوقود للحفاظ على وظائفها الحيوية.
ويعرض هذا النقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية حياة الآلاف للخطر، بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، والأطفال المبتسرين في الحاضنات، ومرضى السرطان وأولئك الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي والرعاية المدعومة بالآلات.
ومن المؤسف أن صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة تتدهور مع تصاعد أزمة الوقود، مما يعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر.
ومع وجود 50,000 امرأة حامل في غزة، تؤدي الظروف القاسية إلى ما معدله 183 ولادة يوميًا، في حين أن 95 مريضًا في المتوسط غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة خارج غزة بسبب القيود المفروضة على الإمدادات الإنسانية وحركة المرضى.