قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 29 طالب مساعدات من غزة يوم الخميس، فيما يبدو أنها كثفت هجماتها على المدنيين الأبرياء الذين ينتظرون المساعدة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضحايا قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات في هجومين إسرائيليين منفصلين.
وفي الحادث الأول، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ثمانية أشخاص قتلوا في غارة جوية على مركز لتوزيع المساعدات في مخيم النصيرات وسط غزة.
وفي وقت لاحق قالت وزارة الصحة في غزة إن 21 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 150 آخرين بنيران إسرائيلية على حشد كان ينتظر شاحنات المساعدات عند دوار شمال غزة.
ونفى الجيش الإسرائيلي في بيان له مهاجمة مراكز المساعدة ووصف التقارير بأنها "كاذبة".
وجاء في البيان: "بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بتقييم الحادث بالدقة التي يستحقها، فإننا نحث وسائل الإعلام على فعل الشيء نفسه والاعتماد فقط على معلومات موثوقة".
وأدى الصراع في غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقد حدثت مشاهد فوضوية أثناء توزيع المساعدات حيث تسابق الناس الذين يعانون من الجوع بشدة للحصول على الغذاء، وتفاقم الوضع بسبب استمرار الاستهداف الإسرائيلي لطالبي المساعدات والمرافق.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قُتل ما لا يقل عن 11 شخصًا في هجومين منفصلين على طالبي الإغاثة والمرافق.
قالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن النيران الإسرائيلية قتلت خمسة أشخاص، من بينهم أحد موظفي الأونروا، وأصابت 22 آخرين في مركز لتوزيع الغذاء في رفح جنوب قطاع غزة.
وفي حادث منفصل، قتلت القوات الإسرائيلية ستة أشخاص على الأقل وأصابت 83 آخرين أثناء انتظارهم وصول المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بمدينة غزة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وكان هذا هو الهجوم الإسرائيلي الثاني على دوار الكويت – وهي منطقة يتجمع فيها الناس في مجموعات كبيرة لانتظار شاحنات المساعدات – في الأسابيع الأخيرة. وفي وقت سابق من ليلة الاثنين، قتلت القوات الإسرائيلية 11 شخصًا كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية عند الدوار.
وفي 29 فبراير/شباط، قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص أكثر من 104 فلسطينيين أثناء انتظارهم تسليم مساعدات بالقرب من مدينة غزة. وألقت إسرائيل باللوم في الوفيات على الحشود التي حاصرت شاحنات المساعدات قائلة إن الضحايا تعرضوا للدهس أو الدهس.
وفي دير البلح بوسط قطاع غزة، أصاب صاروخ إسرائيلي منزلا الخميس، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، بحسب ما أفاد مسعفون فلسطينيون. وقال سكان إن القصف الجوي والبري الإسرائيلي استمر طوال الليل في أنحاء القطاع بما في ذلك رفح في الجنوب حيث يعيش أكثر من مليون نازح.
واندلعت الحرب بعد توغل حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول لبلدات بجنوب إسرائيل مما أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا واحتجاز 253 كرهائن وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، أدى الهجوم الجوي والبحري والبري الذي شنته إسرائيل على غزة إلى مقتل أكثر من 31,300 شخص وإصابة أكثر من 71,500 آخرين، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
وقد باءت الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس حتى الآن بالفشل.
وبينما قالت إسرائيل إنها تسعى إلى التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، تصر حماس على أن الاتفاق يجب أن ينهي الحرب.