
النازحون من غزة بسبب الحرب يعودون إلى ديارهم وسط الدمار الشامل
وسار مئات الأشخاص شمالا من مدينة غزة إلى جباليا يوم الأحد، مرورا بشوارع مليئة بالركام، مع دخول وقف إطلاق النار في الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية حيز التنفيذ.
وفي بعض الأماكن، عبروا مشهدًا رماديًا مليئًا بالخرسانة المسحوقة ومليئًا بهياكل المباني المدمرة.
ساروا عبر ضباب من الغبار الناجم عن حركة مئات الأقدام والمركبات على التربة الرملية على الطرق التي تم تجريدها من رصفها.
وفي الأجزاء التي بقي فيها الرصيف، كان مغطى بطبقات من الغبار والحطام.
وقال وليد أبو جياب، أحد النازحين من غزة والذي عاد إلى منزله في جباليا: "جئنا إلى هنا في السادسة صباحاً لنرى الدمار الهائل غير المسبوق".
وقال لوكالة فرانس برس "لم يعد هناك شيء في الشمال يستحق العيش من أجله".
وعلى جانبي الطريق انهارت بنايات سكنية سابقة بعد أشهر من القصف والغارات الجوية الإسرائيلية خلال عملية عسكرية ركزت بشكل مكثف على شمال الأراضي الفلسطينية.
ووصف فؤاد أبو جلبوع، وهو أحد النازحين من جباليا، المشهد عند عودته إلى منزله بأنه "دمار لا يوصف، ولا يشبه أي شيء شهده التاريخ من قبل أو بعد ذلك".
"أنا ذاهب إلى رفح"
ورغم الأضرار، إلا أن الأحد شهد مشاهد من الفرح والابتهاج، رغم تأخر وقف إطلاق النار لعدة ساعات.
وفي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تجمعت الحشود في الشوارع وأطلقت الهتافات. وتجمع المئات عند أحد التقاطعات حيث قرعوا الطبول ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وهتفوا.
وقال رجل لوكالة فرانس برس من نافذة سيارته التي كانت مكتظة بعائلته وكل متعلقاته: "هذه الفرحة أجمل من فرحة العيد، وهذه هي الفرحة الأجمل".
وأضاف بحماس "أنا ذاهب إلى رفح"، حتى أن سيارته اضطرت إلى التوقف تماما بسبب حشود الفلسطينيين المحتفلين.
وفي رفح، أقصى مدينة في جنوب قطاع غزة، بدأ الناس في العودة بأعداد كبيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث أخرت إسرائيل تنفيذه بنحو ثلاث ساعات.
"سوف نعيد البناء"
وقال محمد الشاعر، أحد النازحين، إن "الأهالي عادوا إلى مدينة رفح، رغم أنها لم تعد مدينة، والآلاف من المواطنين في طريقهم للعودة".
أخذ السكان معهم كل ما تبقى من ممتلكاتهم، وانتقلوا بشاحنات وعربات يجرها حمار ودراجات وسيراً على الأقدام إلى رفح، حاملين كل شيء من خزانات المياه الكبيرة إلى المراتب.
وفي مدينة النصيرات بوسط القطاع، احتشد الأطفال المبتهجون في الشوارع، وقام أفراد قوات الأمن التابعة لحماس بدوريات مسلحة ويرتدون الزي الرسمي قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
في مدينة غزة، انطلقت قافلة من الجرافات لتنظيف الشوارع من الأنقاض والقمامة المتراكمة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، والتي توقفت خلالها الخدمات العامة بسبب الحرب. وفي البعيد، ترددت أصوات طلقات نارية احتفالية.
وقال المتحدث باسم مدينة غزة عاصم النبيه، في تصريح لقناة "إكس" الإخبارية، إن المدينة ستسهل عودة سكانها.
"نبدأ اليوم بإعادة فتح الطرق الرئيسية في مدينة غزة تمهيدا لعودة مواطنينا النازحين"، كما كتب.
وقال وليد أبو جلبوع من جباليا إنه بدأ يفكر في المستقبل.
"إن شاء الله بإرادتنا وإيماننا بالله وقوتنا سنعيد البناء ونعيش".