المحكمة العليا للأمم المتحدة تأمر إسرائيل بـ "الوقف الفوري" للعمليات العسكرية في رفح
أمرت المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ومن غير المرجح أن تمتثل للحكم.
ويؤدي الأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية إلى تصعيد الضغوط الدولية على إسرائيل التي تزداد عزلة من أجل كبح جماح حربها على حماس في غزة.
ويعد قرار يوم الجمعة المرة الثالثة هذا العام التي تصدر فيها اللجنة المؤلفة من 15 قاضيا أوامر أولية تسعى إلى كبح عدد القتلى وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. ورغم أن الأوامر ملزمة قانونا، إلا أن المحكمة ليس لديها شرطة لتنفيذها.
لقد تزايدت الانتقادات الموجهة إلى سلوك إسرائيل في الحرب في غزة ـ حتى من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، التي حذرت من غزو مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المأوى هرباً من القتال في أماكن أخرى.
وفي هذا الأسبوع وحده، أعلنت ثلاث دول أوروبية أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وطلب المدعي العام في محكمة أخرى تابعة للأمم المتحدة إصدار أوامر اعتقال بحق زعماء إسرائيليين، إلى جانب مسؤولين من حماس.
وبينما تتمتع محكمة العدل الدولية بصلاحيات واسعة للأمر بإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية، وأي حكم من هذا القبيل سيكون بمثابة ضربة لمكانة إسرائيل الدولية، إلا أنها لا تملك قوة شرطة لتنفيذ أوامرها.
وأشارت إسرائيل أيضاً إلى أنها ستتجاهل أمر محكمة العدل الدولية بوقف عملياتها. وقال آفي هيمان، المتحدث باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي يوم الخميس: "لا توجد قوة على وجه الأرض ستمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة حماس في غزة".
وافتتح رئيس المحكمة نواف سلام جلسة الجمعة، فيما تظاهرت مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خارج المحكمة.
ويعد طلب وقف إطلاق النار جزءا من قضية رفعتها جنوب أفريقيا أواخر العام الماضي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حملتها في غزة. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات بشدة. وسوف يستغرق حل القضية سنوات، لكن جنوب أفريقيا تريد أوامر مؤقتة لحماية الفلسطينيين بينما تستمر المشاحنات القانونية.
وفي جلسات استماع علنية عقدت الأسبوع الماضي في محكمة العدل الدولية، حث سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، اللجنة المؤلفة من 15 قاضياً دولياً على إصدار أمر لإسرائيل "بالانسحاب الكامل وغير المشروط" من قطاع غزة.
وقد وجدت المحكمة بالفعل أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تشكل "خطراً حقيقياً ووشيكاً" على الشعب الفلسطيني في غزة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقد دمرت العملية أحياء بأكملها، وأدت إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص من منازلهم، ودفعت أجزاء من المنطقة إلى المجاعة.
أمرت المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. لكن إسرائيل تصر على أن لها الحق في الدفاع عن نفسها…
