العالم يدين إسرائيل عندما تذبح قواتها سكان غزة الذين يطلبون المساعدات الغذائية

واجهت القوات الإسرائيلية في غزة إدانة عالمية يوم الجمعة لإطلاقها النار على المدنيين الفلسطينيين الذين يتدافعون للحصول على المساعدات الغذائية، مما أدى إلى حادثة فوضوية عالجتها غزة…

شارك الخبر
العالم يدين إسرائيل عندما تذبح قواتها سكان غزة الذين يطلبون المساعدات الغذائية

العالم يدين إسرائيل عندما تذبح قواتها سكان غزة الذين يطلبون المساعدات الغذائية

واجهت القوات الإسرائيلية في غزة إدانة عالمية يوم الجمعة لإطلاقها النار على مدنيين فلسطينيين يتدافعون للحصول على مساعدات غذائية، مما أدى إلى حادث فوضوي قالت وزارة الصحة في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى حدوث "تدافع" عندما حاصر الآلاف قافلة من شاحنات المساعدات، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مع دهس البعض بالمركبات.

وأكد مصدر إسرائيلي أن القوات أطلقت النار على الحشد، واعتبرته تهديدا، بينما وصفت وزارة الصحة في غزة ما حدث بأنه "مذبحة"، حيث أفادت عن مقتل 112 شخصا وإصابة أكثر من 750 آخرين.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، عن "إدانته الشديدة لعمليات إطلاق النار هذه والدعوة إلى الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي".

ونددت إيران "بالهجوم الهمجي الذي قام به النظام الصهيوني"، وقالت الصين إنها "صدمت"، وقال رئيس الجامعة العربية إن العمل "الوحشي" يظهر "الازدراء التام للحياة البشرية".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن تتحقق من "روايتين متنافستين" للحادث الذي وقع في وقت مبكر من يوم الخميس في شمال غزة حيث تهدد المجاعة بعد نحو خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن اللقطات الجوية للحادث أوضحت "مدى يأس الوضع على الأرض". وأضاف أن واشنطن تضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات.

وجاءت هذه الوفيات بعد أن قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء: "إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة وشيكة في شمال غزة".

تحذير من المجاعة

وفي حين أن الوضع حاد بشكل خاص في شمال غزة، فإن سكان غزة يكافحون من أجل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك في أقصى جنوب رفح، حيث لجأ حوالي 1.4 مليون شخص هربًا من القتال في أماكن أخرى.

وتهدد إسرائيل بإرسال قوات لمواجهة حماس في رفح.

بدأ الصراع في 7 أكتوبر بتوغل حماس في جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل حوالي 1160 شخصًا، وفقًا للأرقام الإسرائيلية.

وأدت الحملة العسكرية الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة، التي ذكرت يوم الجمعة أن 83 شخصًا آخرين قتلوا في الهجمات خلال الليل.

وقال بايدن إن حادث المساعدات في غزة سيعقد جهود التوسط في هدنة.

وقال البيت الأبيض إنه تحدث مع القادة القطريين والمصريين – زملائهم الوسطاء – في مكالمات هاتفية منفصلة لمناقشة وقف إطلاق النار والحادث "المأساوي والمثير للقلق".

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا بشأن الحادث الذي أدانه نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود قبل دخوله القاعة.

اليأس

وعرقلت واشنطن ثلاث مرات قرارات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال السفير الفلسطيني رياض منصور قبيل اجتماع المجلس "إن هذه المذبحة الشنيعة هي شهادة على حقيقة أنه طالما ظل مجلس الأمن مشلولا" ويستخدم حق النقض "فإن ذلك يكلف الشعب الفلسطيني حياته".

وبشكل منفصل، أدانت السعودية بشدة ما أسمته "استهداف" المدنيين العزل، في حين أصدرت الكويت والإمارات العربية المتحدة أيضا إدانات.

وحذرت قطر من أن "استهتار إسرائيل بالدماء الفلسطينية… (سيمهد) الطريق أمام دائرة آخذة في الاتساع من العنف".

وقالت تركيا إن الحادث "دليل على أن إسرائيل تهدف بشكل واعي وجماعي إلى تدمير الشعب الفلسطيني".

وقال وزير الخارجية الإسباني إن الأحداث "غير المقبولة" تؤكد "الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار"، بينما أعرب منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن رعبه من "مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة اليائسين للحصول على المساعدات الإنسانية".

وعلى مسافة أبعد، في أمريكا الجنوبية، أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو تعليق شراء الأسلحة من إسرائيل بعد "الإبادة الجماعية" في مدينة غزة.

تضاربت المعلومات حول ما حدث بالضبط هناك.

وقال شاهد طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة إن أعمال العنف بدأت عندما هرع آلاف الأشخاص نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي بالمدينة، وقام الجنود بإطلاق النار على الحشد "مع اقتراب الناس" من الدبابات.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري إن الجيش أطلق "عدة طلقات تحذيرية" في محاولة لتفريق حشد نصب "كمينا" لشاحنات المساعدات.

وقال إنه عندما أصبح الحشد أكبر من اللازم، حاولت القافلة التراجع و"أدى الحادث المؤسف إلى مقتل وإصابة العشرات من سكان غزة".

يوم من الجحيم

وأظهرت صور جوية نشرها الجيش الإسرائيلي ما قال إنهم عشرات الأشخاص يحيطون بشاحنات المساعدات في المدينة.

وقال علي عوض أشقر، الذي قال إنه ذهب لإحضار بعض الطعام لأسرته التي تتضور جوعاً، إنه كان ينتظر لمدة ساعتين عندما بدأت الشاحنات في الوصول.

وأضاف أنه "فور وصولهم، أطلق جيش الاحتلال قذائف المدفعية والأسلحة النارية".

ونفى هاجاري تنفيذ القوات الإسرائيلية أي قصف أو غارات في ذلك الوقت.

وسبق أن حدثت عمليات نهب لشاحنات المساعدات في شمال غزة، حيث اعتاد السكان على تناول علف الحيوانات وحتى أوراق الشجر لدرء المجاعة.

وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إنه لم تشارك أي وكالة تابعة للأمم المتحدة في تسليم المساعدات يوم الخميس ووصف الحادث بأنه "يوم آخر من الجحيم".

ومن بين أهدافها الحربية تقول إسرائيل إنها تسعى لإعادة 130 رهينة أسرتهم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وما زالوا في غزة.

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة بشأن الأسرى.

وفي الاحتجاج الأخير في تل أبيب مساء الخميس، قال ألون لي جرين، 36 عاما، إن الأمور وصلت إلى مفترق طرق.

وقال: "إما أن ندخل في حرب أبدية لن تتوقف أبدا، أو أن نتجه إلى اتفاق دبلوماسي، سلام إسرائيلي فلسطيني".

وقال الجيش ومسعفون إن العنف تصاعد أيضا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث قتل مسلح إسرائيليين بالرصاص في محطة وقود يوم الخميس.


تابعونا على أخبار جوجل


شارك الخبر