
الشيباني يؤكد أمام مجلس الأمن أن العقوبات المفروضة على سوريا تعاقب ضحاياها وتعوق إعادة الإعمار وتعافي البلاد
أكد وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني أن القيود التي فرضت على سوريا، رداً على عنف النظام البائد، أصبحت اليوم تعاقب ضحاياها، وتحول دون حصولهم على المواد والتمويل والخدمات الضرورية لإعادة الإعمار، مطالباً مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بأسره برفع هذه العقوبات، وتمكين السوريين في الخارج من العودة طوعاً بكرامة وأمان.
وقال الوزير الشيباني في كلمة اليوم خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: شكلنا في سوريا حكومة انتقالية تضم خيرة الكفاءات الوطنية، وممثلين عن مختلف أطياف المجتمع السوري، وحازت هذه الحكومة مؤخراً، وبالإجماع، تأييد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما نجحنا رغم التحديات الجسيمة في توحيد الفصائل العسكرية تحت إطار دستوري مشترك، وبرنامج إصلاحي حقيقي.
وأضاف الوزير الشيباني: في أول حوار وطني شامل اجتمع ما يقارب 1000 سوري في القصر الرئاسي، ليناقشوا أبرز القضايا التي تمس مستقبل البلاد، ونحن على وشك إطلاق هيئة للعدالة الانتقالية، وهيئة مستقلة معنية بمصير المفقودين، إلى جانب شراكتنا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد وتدمير ما تبقى من ترسانة النظام البائد، كما نتعاون مع الآلية الدولية المستقلة والمحايدة، وسواها من الهيئات المعنية بالعدالة، لتوثيق الجرائم وبحث أفضل السبل الممكنة لتحقيق العدالة، والمساءلة، ومنع تكرار الانتهاكات.
وتابع وزير الخارجية: لقد كانت هذه الخطوات، قبل نصف عام فقط، تُعدّ ضرباً من ضروب المستحيل، إلا أنها اليوم واقع ملموس، ومع ذلك فإن عملنا الوطني هذا يتعرض لتهديد حقيقي، يتمثل في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك أجواءنا وسيادتنا، بينما الذرائع التي كانت تُستخدم لتبرير تلك الضربات، من وجود جماعات مسلحة مدعومة من الخارج، لم تعد قائمة، فهذه الضربات لا تُعدّ خرقا فاضحاً لقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارين 242 و497 فحسب، بل تدمّر بنيتنا التحتية المدنية، وتفتح المجال مجدداً للفوضى ولعودة الميليشيات التي ناضل السوريون 14 عاماً لمواجهتها.
وقال الوزير الشيباني: لقد سقطت كل السردية المضللة التي صدرت عن الجانب الإسرائيلي، فاليوم يشعر الشعب السوري بالقلق والتهديد من الجانب الإسرائيلي، نتيجة الضربات المستمرة والقصف العشوائي والتوغل الجائر، وكل ذلك يدفع الناس إلى النزوح والهجرة من القرى والبلدات المحاذية للشريط الحدودي في الجنوب السوري، وقد سقط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة لهذا العدوان، فالنهج التوسعي، والمبالغة في المخاطر، وعدم احترام أمن الجوار وسيادته، سيؤدي بكل المنطقة إلى مزيد من العنف والصراع وعدم الاستقرار.
وأضاف الوزير الشيباني: إن ممارسات إسرائيل تجاه سوريا هي التي ستشجع وتوفر البيئة المناسبة للجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار في سوريا، وعدم اتخاذ قرارات حاسمة لنشر القوات في المنطقة العازلة، سيقوض تلك المساعي الدولية، ويضعف إمكانيتها، ويجعلها تفقد الثقة أكثر، حيث اجتمعنا عدة مرات مع قوات الإندوف التي تشعر باليأس والإحباط والعجز نتيجة تعطيل الجانب الإسرائيلي لمهامها المبرمة من مجلس الأمن.
وتابع وزير الخارجية: إن المسيحيين والأكراد والعلويين والدروز والعرب متفقون، بشكل كامل، على عدم القبول بالتدخل الأجنبي في بلادنا، ويرفضون الممارسات الإسرائيلية، ولا يقبلون أن يتم استخدامهم في اللغة الإعلامية لإسرائيل، التي تسعى لتقسيم سوريا، وتركها هشة ومليئة بالفوضى وعدم الاستقرار، وحتى اليهود السوريون الذين التقينا بهم مراراً وتكراراً يرفضون هذه المخططات وهذه السياسات.
وقال الوزير الشيباني: إذا استطعنا أن نقدم أجوبة مقنعة وصادقة حول هذه الأسئلة، فسنتمكن من فهم من يزعزع الاستقرار في سوريا ومن يبني السلام، من الذي أزاح نظام الأسد والميليشيات المرتبطة به، ومن يخترق الأجواء ويقصف المواقع ويتوغل في أرضنا، ومن يعترف بالتنوع السوري ويشمله في الحكومة، ومن يستخدمه في خطاباتهم لتعزيز التقسيم الط