أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تولى السلطة بعد الانقلاب العسكري في عام 2013، أنه سيترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول.
ومن المقرر أن تجري مصر انتخابات رئاسية على مدار ثلاثة أيام في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول، على أن تجري جولة إعادة في الفترة من 8 إلى 10 يناير/كانون الثاني إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.
وأكد السيسي ترشحه في نهاية مؤتمر وطني استمر ثلاثة أيام بعنوان "قصة وطن" حضره كبار السياسيين في البلاد وبثته قناة إكسترا نيوز التلفزيونية المصرية، التي تربطها علاقات وثيقة بأجهزة الأمن المصرية.
وقال السيسي وسط هتافات وتصفيق الحاضرين: "قررت أن أرشح نفسي لكم لإكمال حلم فترة رئاسية جديدة".
وأعلن عدد قليل من السياسيين بالفعل عن ترشحهم لأعلى منصب في البلاد، لكن لا أحد منهم يشكل تحديًا خطيرًا للسيسي، الذي يحكم البلاد منذ عام 2014 ويواجه انتقادات من الغرب بسبب سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان. ومن بين المنافسين أحمد الطنطاوي، النائب السابق ومنتقد الحكومة الحالية.
وأظهرت قناة إكسترا نيوز تجمع الآلاف من أنصار السيسي في شوارع القاهرة مساء الاثنين، وكان العديد منهم يلوحون بالأعلام المصرية. ومع اقتراب المؤتمر من نهايته، وقف عدد من البرلمانيين الحاضرين وطالبوا السيسي بتقديم ترشيحه.
وقال السيسي: "أعدكم إن شاء الله أنها ستكون امتدادا لسعينا المشترك من أجل مصر وشعبها".
وقاد السيسي، وزير الدفاع السابق، الجيش للإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد محمد مرسي في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، شنت السلطات حملة قمع واسعة النطاق على المعارضة. لقد تم إسكات أو سجن الآلاف من منتقدي الحكومة، وكذلك العديد من النشطاء العلمانيين البارزين، بما في ذلك العديد من أولئك الذين كانوا وراء انتفاضة 2011 التي أطاحت بالدكتاتور حسني مبارك الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
تم انتخابه لأول مرة في عام 2014 وأعيد انتخابه في عام 2018 لفترة ثانية مدتها أربع سنوات. وأضافت التعديلات الدستورية، التي تم إقرارها في استفتاء عام 2019، عامين إلى فترة ولايته الثانية، وسمحت له بالترشح لولاية ثالثة مدتها ست سنوات.
لقد تضررت مصر بشدة لسنوات من التقشف، ومؤخرا، تداعيات الحرب في أوكرانيا، حيث خسر الجنيه أكثر من 50% من قيمته مقابل الدولار في الأشهر الثمانية عشر الماضية. تعد البلاد أكبر مستورد للقمح في العالم وتستورد تقليديًا معظم حبوبها من أوروبا الشرقية.
وخلال المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، روج السيسي لخطط الحكومة ومشاريعها، بينما طالب مراراً وتكراراً بأن على المصريين تقديم التضحيات مع استمرار ارتفاع الأسعار.
وقال السيسي يوم الأحد: "أنتم أيها المصريون، لا تجرؤون على القول إنكم تفضلون الأكل على البناء والتقدم. إذا كان ثمن تقدم الأمة وازدهارها هو الجوع والعطش، فدعونا لا نأكل أو نشرب".