احتفالات 19 مايو توحد الشباب في جميع أنحاء تركيا لإلهام المستقبل
في رصيف التبغ في سامسون، شمال تركيا، حيث وطأت أقدام مصطفى كمال أتاتورك لأول مرة في 19 مايو/أيار 1919، مشعلاً حرب الاستقلال، تم إنزال العلم التركي الذي يرمز إلى إرثه بكل فخر على الشاطئ في احتفال مؤثر.
في إطار احتفالات 19 مايو في سامسون، تعاونت وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الدفاع الوطني لإطلاق "رحلة النضال الوطني من إسطنبول إلى سامسون عبر الوطن الأزرق مع سفينة TCG Anadolu". في هذا الحدث الهام، وصل الشباب من جميع محافظات تركيا البالغ عددها 81 محافظة إلى سامسون على متن السفينة الحربية TCG Anadolu، أكبر سفينة عسكرية محلية الصنع في البلاد، حاملين العلم التركي.
وقد تم تسليم هذا العلم بعد ذلك للجنود في احتفالية، حيث ربط بين الماضي والحاضر في تحية قوية للوحدة الوطنية والفخر.
وقال وزير الدفاع يشار غولر، في كلمته خلال الحفل، إنه يشعر بشرف عميق لوجوده في سامسون – حيث تم اتخاذ الخطوة الأولى من النضال الوطني – إلى جانب الشباب الموقر الذين شرعوا في هذه الرحلة المقدسة على متن سفينة TCG Anadolu، فخر البحرية، في مثل هذا اليوم التاريخي 19 مايو.
أكد وزير الشباب والرياضة عثمان أشكين باك على الدور الحاسم للشباب في تشكيل مستقبل تركيا خلال احتفالات 19 مايو بيوم الشباب والرياضة وإحياء ذكرى أتاتورك.
"سيصبح شبابنا قريبًا علماء ومهندسين وأكاديميين بارزين يمثلون تركيا بفخر في "قرن تركيا". وأضاف باك أن "المبادرة الوطنية للتكنولوجيا ستعتمد عليهم"، مؤكدا أن الوزارة تدعم بشكل كامل المنظمات التي توحد الشباب من خلال جهود الإنتاج المحلية والوطنية.
وتناول باك أيضا الرحلة التاريخية التي بدأت قبل 106 أعوام، تكريما لأبطال النضال الوطني الذين ساروا على طريق الاستقلال. وأكد أن وصول سفينة TCG Anadolu إلى سامسون هو بمثابة تكريم لتلك الذكريات المقدسة.
هذه السفينة ليست مجرد سفينة، بل تخدم أغراضًا عسكرية كالعمليات البرمائية والجوية، وتؤدي أدوارًا مدنية حيوية، بما في ذلك الإغاثة في حالات الكوارث والإجلاء وخدمات المستشفيات. هذه المنصة، التي يبلغ طولها 231 مترًا، تُعدّ فخرًا لصناعتنا الدفاعية الوطنية، كما أوضح باك.
كما أشاد بردود الفعل المشجعة من المهندسين الشباب على متن السفينة، ووصف التجربة بأنها مصدر إلهام ورؤية لشباب تركيا.
نحن عازمون على دمج طاقة وحماس شبابنا مع أهداف التنمية في البلاد. أشكر الرئيس أردوغان على رعايته لهذا الحدث الهام، وأتقدم بالشكر لوزير الدفاع الوطني وفريقه على دعمهم.
وحثّ الشباب على مواصلة إرث الأبطال الذين ناضلوا من أجل الاستقلال بإخلاص، قائلاً: "أنتم قوة تركيا. وأنا على ثقة بأنكم ستتركون بصمةً في صناعة الدفاع المحلية بمشاريعكم الخاصة – الطائرات والسفن والطائرات المسيرة – التي ستُورث بفخرٍ للأجيال القادمة".
واختتم كلمته بتكريم مصطفى كمال أتاتورك وجميع أبطال تأسيس الجمهورية: "سيكون قرن تركيا قرن الشباب والرياضة وتركيا أقوى. معًا، كشباب، سنحافظ على وحدتنا وأخوتنا. 19 مايو سعيد، ذكرى أتاتورك، يوم الشباب والرياضة".
وتذكر حاكم سامسون أورهان تافلي أنه في 16 مايو/أيار 1919، أبحر أتاتورك ورفاقه على متن السفينة بانديرما من إسطنبول ووصلوا إلى سامسون في 19 مايو/أيار، مما أدى إلى بدء حرب الاستقلال التركية. ووصف يوم 19 مايو بأنه الشرارة التي أشعلت روح الأمة من أجل الاستقلال ومستقبلها.
وحضر الحفل غولر، ورئيس الأركان العامة متين غوراك، وقادة البحرية والجيش والقوات الجوية، وممثلي مجلس النواب في سامسون، ورئيس البلدية، وكبار المسؤولين والمواطنين.
تم نقل العلم التركي الاحتفالي الذي يرمز إلى أتاتورك من رصيف التبغ إلى الملعب الرياضي بواسطة الكشافة، برفقة مركبات عسكرية وشرطية ورجال إطفاء.
وفي إسطنبول، نظمت محافظة إسطنبول احتفالاً بهذه المناسبة، بدأ بوضع إكليل من الزهور على نصب الجمهورية في تقسيم واختتم ببرنامج ثقافي في قاعة حفلات جمال رشيد ري. وتضمنت الفعاليات كلمات رسمية وعروضا لمجموعات شبابية وتوزيع جوائز على الطلاب، بمشاركة واسعة من المسؤولين المحليين والطلاب والجمهور.
وفي منطقة كابادوكيا وسط تركيا، حلقت العشرات من البالونات في السماء حاملة الأعلام التركية وصور أتاتورك احتفالا بهذه المناسبة. طارت البالونات لمدة ساعة ونصف تقريبًا، مما أسعد السياح المحليين والدوليين على حد سواء.
قال قائد المنطاد بيلجي إيزيل هاكان كايا: "اليوم هو 19 مايو، يوم إحياء ذكرى أتاتورك ويوم الشباب والرياضة. تحلق مناطيدنا بالأعلام التركية تكريمًا لهذا اليوم".
