أصدرت إيران تحذيراً شديد اللهجة، توقعت فيه تصعيداً لا مفر منه بسبب مقتل الآلاف من المدنيين والمعاناة الواسعة الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد تزيد تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المخاوف بشأن فعالية المبادرات الدبلوماسية لواشنطن ونشر القوات البحرية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط في منع المزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال أمير عبد اللهيان لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء الخميس: “بسبب اتساع نطاق الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، أصبح توسيع نطاق الحرب أمرا لا مفر منه”.
وذكرت قناة برس تي في الإيرانية التي تديرها الدولة هذه التصريحات التي تم الإدلاء بها خلال محادثة هاتفية يوم الجمعة.
أدى القصف الإسرائيلي وحصار غزة خلال الشهر الماضي إلى خلق كارثة إنسانية حيث قُتل أكثر من 10,000 فلسطيني وسعى الآلاف إلى الحصول على العلاج الطبي والمأوى في المستشفيات القليلة التي لا تزال مفتوحة، حيث يعمل المسعفون في خطر شديد.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لقناة الجزيرة الفضائية إن الاحتلال الإسرائيلي شن غارات متزامنة على عدد من المستشفيات خلال الساعات الماضية. وقال القدرة إن غارة إسرائيلية أصابت فناء مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في مدينة غزة، مما أدى إلى سقوط ضحايا، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
ولتبرير قصف المستشفيات، تزعم إسرائيل أن جماعة المقاومة حماس لديها مراكز قيادة وأنفاق مخفية تحت مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى، مثل المستشفى الإندونيسي، وهو ما تنفيه حماس.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر على بيان القدرة لكنه قال إنه لا يستهدف المدنيين.
وتدعم إيران حماس لكنها تقول إنها لم تلعب أي دور في التوغل الذي قامت به الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أثار الأزمة.
وتدعم إيران أيضًا حزب الله، وهو جماعة لبنانية لها علاقات عميقة مع حماس والجهاد الإسلامي، وهو فصيل فلسطيني آخر في غزة مدعوم أيضًا من إيران.
الانفجارات تلحق أضرارا بالمستشفيات
وتركت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ شهر للقضاء على حماس مستشفيات غزة تكافح من أجل التكيف مع نفاد الإمدادات الطبية والمياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 من أصل 35 مستشفى في غزة و40 مركزًا صحيًا آخر خارج الخدمة إما بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.
نشرت وسائل إعلام فلسطينية، الجمعة، لقطات فيديو لمستشفى الشفاء تظهر آثار هجوم إسرائيلي على موقف للسيارات كان يحتمي به النازحون الفلسطينيون ويراقبه الصحفيون.
وشوهدت بركة من الدماء بجوار جثة رجل موضوع على نقالة.
وقالت هيومن رايتس ووتش على موقع التواصل الاجتماعي إكس: “مع استمرار الضربات والقتال بالقرب من (الشفا)، نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة آلاف المدنيين هناك، ومن بينهم العديد من الأطفال، الذين يبحثون عن الرعاية الطبية والمأوى”.
وقال القدرة إن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى النصر للأطفال “شهدا سلسلة من الهجمات والقصف المباشر” يوم الجمعة.
وقال إن الغارات على أرض المستشفى في الرنتيسي أدت إلى اشتعال النيران في المركبات ولكن تم إخمادها جزئيا.
قالت وزارة الخارجية الإندونيسية، اليوم الجمعة، إن انفجارات وقعت بالقرب من المستشفى الإندونيسي خلال الليل، مما أدى إلى إتلاف أجزاء من المستشفى الواقع في الطرف الشمالي من الجيب الساحلي المحاصر.
وقالت الوزارة في بيان “إندونيسيا تدين مرة أخرى الهجمات الوحشية على المدنيين والأهداف المدنية، وخاصة المنشآت الإنسانية في غزة”