إعادة تدوير الملابس: استراتيجية الصناعة للمحافظة على البيئة
تسعى العديد من العلامات التجارية للأزياء إلى تسويق منتجاتهم باعتبارها صديقة للبيئة من خلال استخدام مواد معاد تدويرها، لكن الحقيقة قد تكون مختلفة. تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من الأقمشة المعاد تدويرها تأتي من عبوات بلاستيكية وليس من ملابس قديمة، ما يعني أن هذه الممارسات لا تقدم حماية فعلية لكوكب الأرض.
وفقًا لشركة “أتش أند أم”، 79% من البوليستر المستخدم في مجموعاتها يأتي من مواد معاد تدويرها، والشركة تسعى لاعتماد هذه المواد بالكامل بحلول العام المقبل. غير أن هذه المواد غالبًا ما تكون مستخلصة من الوقود الأحفوري، وهي ليست دائمًا قابلة لإعادة التدوير في المستقبل.
التحديات تظهر في عملية إعادة التدوير ذاتها، حيث يصعب فصل المواد وتحديد التركيبات المختلطة، وغالبًا ما يتطلب الأمر عمالة كثيفة وتكاليف عالية. الاتحاد الأوروبي أصدر تشريعًا جديدًا يدعم إعادة تدوير النفايات، لكن يبقى النقص في البيانات والشفافية حول هذه العمليات.
ينتهي الأمر بنصف مخلفات المنسوجات التي يتم جمعها في أوروبا في أسواق أفريقيا للملابس المستعملة أو في مطامر نفايات في الهواء الطلق، بينما ترسل نسبة كبيرة إلى آسيا لفرزها ومعالجتها، وهذا يطرح تساؤلات حول فائدة هذه الإجراءات وتأثيرها على البيئة.
أمام هذه التحديات، يشجع الخبراء على استخدام الأقل من الملابس، إصلاحها، وإعادة استخدامها، بدلاً من الإفراط في استهلاك المنتجات التي قد تبدو صديقة للبيئة ولكنها في الحقيقة تسهم في زيادة المشكلات البيئية.