أطلق الجيش الإسرائيلي، الأحد، عملية "سهم باشان"، مستخدماً مرة أخرى إشارة توراتية لوصف حملة عسكرية ــ في هذه الحالة ضد الأصول والقدرات العسكرية السورية.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد نهاية الأسبوع الماضي، شرع الجيش الإسرائيلي في حملة جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع عسكرية في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك ضربات على موانئ البيضا واللاذقية السورية والتي دمرت الأسطول البحري السوري.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه سيطر "مؤقتا" على المنطقة العازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، قائلا إن اتفاق فك الاشتباك مع سوريا عام 1974 "انهار".
وبحسب تقديرات عسكرية إسرائيلية، فقد تم تدمير نحو 80% من قدرات الجيش السوري وأصوله حتى الآن، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والسفن الحربية والرادارات وأنواع مختلفة من الصواريخ.
عملية سهم باشان
وفي بيان عسكري، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العملية ضد سوريا أطلق عليها اسم "عملية سهم باشان".
"باشان" هو مصطلح توراتي يشير إلى الأراضي الواقعة جنوب سوريا وشرق الأردن والتي غزاها الإسرائيليون بعد هزيمة عوج، ملك باشان، حسب العهد القديم.
ولطالما استمد الجيش الإسرائيلي أسماء حروبه وعملياته القتالية من النصوص الدينية في التوراة فضلاً عن الروايات الدينية القديمة الأخرى لتعزيز ادعائه بالحق الإلهي لتبرير طموحاته الاستعمارية في المنطقة.
وفي سياق الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، استشهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضًا بالمراجع التوراتية لتبرير جرائم الحرب التي ارتكبها جيشه ضد الفلسطينيين.
في 28 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، استخدم نتنياهو رواية عماليق التوراتية لتحريض جنوده على مهاجمة غزة ــ وهي نظرية عنيفة تشير إلى سحق سكان غزة بالكامل، بما في ذلك نسائها وأطفالها.
في أوائل يناير/كانون الثاني، استخدم الفريق القانوني الجنوب أفريقي تحريض نتنياهو على الإبادة الجماعية – رواية عماليق التوراتية – ضد الشعب الفلسطيني في غزة في جلسة الاستماع الأولى أمام محكمة العدل الدولية في دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.