
أردوغان يعلن عن عقد وطني جديد لتعزيز الأسرة ومعدلات المواليد
حضر الرئيس رجب طيب أردوغان المنتدى الدولي للأسرة في 23 مايو/أيار، وأعلن خلال الكلمة الرئيسية في الجلسة الختامية للمنتدى أن تركيا ستعلن الفترة من 2026 إلى 2035 "عقد الأسرة والسكان".
ويمثل هذا الإعلان مبادرة سياسية كبرى تهدف إلى عكس معدلات الخصوبة المتراجعة وتعزيز البنية الاجتماعية المرتكزة على الأسرة في البلاد.
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه العميق إزاء انخفاض معدل الخصوبة في تركيا، والذي انخفض إلى 1.48 طفل لكل امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد، ووصف الوضع بأنه "كارثة"، مشددا على أن هذا الرقم أقل بكثير من عتبة الإحلال الحرجة البالغة 2.1.
وحذر قائلا "هذه ليست مجرد إحصائية، بل هي إشارة تحذير لمستقبل أمتنا".
كما قدم تحديثًا حول صندوق الأسرة والشباب، وهي مبادرة حكومية لتمكين المتزوجين حديثًا.
وأشار إلى أنه حتى الآن، تقدم نحو 114 ألف شخص بطلبات للحصول على الدعم من خلال الصندوق، ووصل عدد الأزواج المؤهلين إلى 41 ألفًا، مؤكدًا على التأثير المتزايد للبرنامج.
وفيما يتعلق بالاتجاهات الثقافية العالمية، انتقد أردوغان ما يراه تآكلا في هياكل الأسرة التقليدية، محذرا من أنه مع ضعف مؤسسة الأسرة في جميع أنحاء العالم، فإن الأفراد يتحولون بشكل متزايد إلى مجرد أدوات استهلاكية تحت تأثير الثقافة الشعبية. وأضاف "مهما كان مكان الأسرة في العالم، عندما تفقد ارتفاعها، تصبح الإنسانية نفسها سلعة".
وكان صريحًا بشكل خاص في إدانة ما أسماه "الانحراف المثلي"، حيث وصف المعارضة لمثل هذه الحركات بأنها ليست مجرد موقف ثقافي بل معركة أخلاقية ووجودية واسعة النطاق. وأضاف أن "النضال ضد انحراف المثليين هو في جوهره نضال من أجل الحرية والكرامة ومستقبل البشرية".
وزعم أردوغان أيضًا أن الشخص المنفصل عن عائلته والمنفصل عن هويته الوطنية لا يمكنه تحقيق الفردية أو الحرية حقًا. "مهما رفض البعض الاعتراف بذلك، فإن الفرد المنفصل عن عائلته والضعيف في روابطه الوطنية لا يمكن أبدًا أن يكون مستقلاً أو أصيلاً حقًا."
وأكد أن نموذج الأسرة التعاونية المترابطة لا يتوافق مع المثل العليا التي تروج لها قوى السوق العالمية، مؤكدا أن "نموذج الأسرة المبني على التضامن لا يحظى بتأييد ولا رغبة من الجهات الفاعلة المهيمنة في الاقتصاد العالمي".
وأعرب أيضا عن قلقه إزاء الاتجاه المتزايد، وخاصة بين الشباب، نحو أنماط الحياة التي تركز على الراحة الشخصية والفردية. وحذر من أن "هذا النمط من الحياة الذي يعطي الأولوية للراحة الشخصية، يؤثر للأسف بسرعة على أعمق طبقات مجتمعنا، بدءاً من الشباب".
جمع المنتدى الدولي للأسرة، وهو حدث استمر يومين في إسطنبول تحت شعار "أسرتنا، مستقبلنا"، صناع السياسات والخبراء وأصحاب المصلحة لتسليط الضوء على الدور المركزي للأسرة في تشكيل الرفاهة الاجتماعية.
تم تنظيم المنتدى تحت رعاية وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا، وكان جزءًا من مبادرة عام 2025 للأسرة، وهي حملة وطنية تؤكد على أهمية الهياكل الأسرية القوية والمتماسكة. وأعطت الحكومة التركية الأولوية للسياسات التي تركز على الأسرة استجابة للمخاوف الديموغرافية، بما في ذلك انخفاض معدل المواليد والشيخوخة السكانية.
وأكد المسؤولون أيضًا على أهمية المنتدى في مواجهة ما وصفوه بالحملات العالمية المتنامية، وخاصة من قبل جماعات الدفاع عن حقوق المثليين، والتي تتحدى نموذج الأسرة التقليدي. وعكس الحدث التزام تركيا بالحفاظ على القيم الثقافية مع المشاركة في الحوار العالمي حول الطبيعة المتطورة للحياة الأسرية.